Site icon IMLebanon

ديلما روسيف تلقى تأييدا في المجال الاجتماعي واخفاقا في الاقتصادي

Rousseff

عززت الرئيسة البرازيلية اليسارية ديلما روسيف المكاسب الاقتصادية التي ورثتها عن سلفها وراعيها لولا، لكن حصيلتها الاقتصادية الضئيلة تعقد اعادة انتخابها الاحد المقبل لتكون رئيسة عملاق اميركا اللاتينية الناشئ.
واسودت سماء سابع اقتصاد عالمي خلال السنوات الاربع الماضية بسبب تباطؤ النمو وارتفاع التضخم وتراجع التنافسية رغم وضع جيد تكاد تنعدم فيه البطالة.
وتفيد الاستطلاعات عن تنافس شديد بين ديلما روسيف المرشحة الاحد المقبل الى ولاية ثانية، ومارينا سيلفا المدافعة عن البيئة والداعية الى “سياسة جديدة” تقرن الدفاع عن المكاسب الاجتماعية بالعودة الى سياسة اكثر ليبرالية.
وقد ورثت ديلما روسيف (66 سنة)، الاقتصادية الصارمة، وزيرة الرئيس السابق لويس انياسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) ورئيسة ديوانه، في كانون الثاني 2011 وضعاً متميزاً.
فقد ارتفع اجمالي الناتج الداخلي في البرازيل الى 7,5% خلال 2010، لا سيما ان اول رئيسة في البرازيل استفادت من غالبية واسعة في البرلمان، وكان الشعب راضيا عن تحسن الاوضاع المعيشية خلال السنوات الثماني الماضية التي تمكن خلالها 30 مليون فقير من الارتقاء الى الطبقة المتوسطة والاستهلاك عبر التدين.
لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، ودخلت البرازيل مرحلة ركود تقني في النصف الاول من السنة الجارية وبات النمو تقريبا في مستوى النصف خلال 2014.
وقال الاقتصادي فينيسيوس بوتيلهو من مؤسسة “جيتوليو فرغاس” إن “معدل النمو من 2011 الى 2014 يعادل نحو 1,5% سنويا، وهو مستوى منخفض جدا على الـ4 % لسنوات لولا”.
وقال المرشح الاشتراكي ادواردو كامبوس قبل وفاته في حادث طائرة في اب لتحل محله المرشحة مارينا سيلفا، ان “روسيف ستكون اول رئيسة بعد عودة الديموقراطية (1985) تترك البلاد في حال اسوأ من التي وجدتها فيها”.
ويأخذ عليها اوساط الاعمال عدم المبادرة بالاصلاحات الضرورية لجعل البلاد اكثر تنافسية بسبب تدخل الدولة غير المفيد
وافادت دراسة من مؤسسة دوم كبرال ان البرازيل تقهقرت من المرتبة 38 الى 54 (من اصل 60 بلدا) في مجال التنافسية في عهد الرئيس روسيف.
وبدأت ديلما روسيف ولايتها، وهي تتمتع بشعبية كبيرة بناء على ما اشتهرت به من حسن الادارة والصرامة ولم تتردد في تنظيف “منزل لولا” باقالة ستة وزراء اشتبه في تورطهم بالفساد من السنة الاولى.
ووعدت الرئيسة بوضع حد للفقر المدقع في البرازيل، التي تعتبر من البلدان التي تعاني اكبر نسبة انعدام مساواة اجتماعية في العالم.
ووسعت المساعدات التي اصبح يتمتع بها اليوم 50 مليون برازيلي واخرجت 11 مليونا اضافيا من البؤس.
كذلك انجزت برنامج مساكن شعبية وردا على الانتفاضة الاجتماعية في حزيران 2013 استدعت الالاف من الاطباء الاجانب لا سيما الكوبيين لسد الثغرة في المجال الصحي في المناطق الفقيرة والنائية من البلاد.
وأنشأت برنامج تاهيل بمئة الف منحة طلابية في أفضل جامعات العالم.
وقال ريكاردو ريبيرو المستشار في “سي ام سي”، ان كل ذلك “يساعدها في الاستفادة من تقييم ايجابي” لا سيما في شمال البلاد الفقير.
لكن شعبيتها تراجعت خلال 2013 مع ارتفاع التضخم (الذي بلغ اليوم 6,5%) والتظاهرات الحاشدة في حزيران 2013 ضد الفساد والمطالبة بخدمات عامة افضل.
ولخص ريناتو ميريليس رئيس معهد “داتابوبولار” لتحليل الرأي العام بالقول “عندما ترك لولا الحكم كان الناس يظنون ان ظروفهم الحياتية ستتحسن بشكل اسرع، ما تسبب باحباط كبير”.
وقال بوتيلهو “كان يمكن ان يكون ذلك انجازها الاهم. لكن رغم تحقيق بعض النجاحات ما زال الانطباع يفيد اجمالا بان المشاريع سجلت تأخرا مع المشاركة المبالغ فيها والمكلفة جدا للدولة”.
وواجهت روسيف تحديين معا هما الاستعدادات لمونديال كأس العالم لكرة القدم والانتفاضة الشعبية في 2013 التي لم تكن متوقعة.
وقال بوتيلهو ان “تنظيم المونديال كان ناجحا بالنهاية لكنه تزامن مع فترة كان فيها المجتمع يطالب بمزيد من الاستثمارات في تحسين الخدمات العامة واستأثر المونديال باموال عامة كثيرة على حساب اولويات اخرى”.