ايلي قهوجي
فيما لا يزال ملف العسكريين اللبنانيين يراوح مكانه بعد انقضاء نحو شهرين على اختطاف جماعات ارهابية اياهم من عرسال، جاء استمرار ذويهم في الاعتصام وقطع الطرق التي تربط البقاع والشمال ببيروت للضغط على الحكومة لبذل مزيد من الجهود لاطلاقهم، ليضفي مزيدا من البلبلة على الاجواء المخيمة على البلاد عموما ومناخ الاعمال فيها خصوصا. إلا أن نجاح الاتصالات التي جرت الاسبوع الماضي لمعالجة ملف سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام والمواضيع المالية الاخرى بما معهد الطريق لعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب غدا لاقرارها، خلّف بعض الارتياح في الاوساط المالية والاقتصادية عله يسهل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة الـ13 التي دعي اليها المجلس الخميس المقبل لهذه الغاية. وقد تقاطعت هذه التطورات بسلبياتها وايجابياتها لتبقي بورصة بيروت في دائرة التردد مطلع الاسبوع في ضوء حركة العرض والطلب التي تناولت عددا من الصكوك المالية المدرجة على لوائحها والتي أفضت الى ما قبيل الظهر الى تنفيذ عمليات محدودة الحجم على اسهم سوليدير وغيرها من الصكوك، الى أن سجلت صفقة خاصة كبيرة على أسهم بنك عودة المدرجة تناولت تبادل 1,944,000 سهم منه دفعة واحدة بسعر 6,00 دولارات للسهم الواحد بعد ساعات من تبادل 650 سهما اخرى بالسعر عينه وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية في قطاع المصارف (دونما تغيير) الذي شهد الى ذلك استقرارا لأسعار أسهم هذا المصرف التفضيلية – F على 100,50 دولار، فيما تراجعت اسعار شهادات “بنك لبنان والمهجر من 9,47 دولارات الى 9,45 (ناقص 0,20 في المئة) مع أسهم بنك بيبلوس العادية من 1,64 دولار الى 1,63 (ناقص 0,60 في المئة) وارتفعت أسعار أسهمه التفضيلية – 2008 من 100,60 دولار الى 101,00 (زائد 0,39 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت أسهم سوليدير بين أعلى على 12,00 دولارا وأدنى على 11,80 دولارا لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,84 دولارا في مقابل 11,96 الجمعة الماضي (ناقص 1,00 في المئة) والفئة “ب” بـ11,92 دولارا في مقابل 11,97 (ناقص 0,41 في المئة) شأن أسهم “ريمكو” لتجارة السيارات من 3,40 دولارات الى 3,32 (ناقص 2,35) في قطاع التجارة، وقت استقرت أسعار اسهم “هولسيم” على 15,00 دولاراً في قطاع صناعة مواد البناء.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 2,84 نقطتان ونسبته 0,24 في المئة على 1170,74 نقطة، في سوق نشيطة بفضل الصفقة الخاصة على اسهم “بنك عوده” المدرجة، اذ تبودل فيها 1,994,218 صكاً قيمتها 12,343,024 دولاراً، في مقابل تداول 514428 صكاً قيمتها 3,433,455 دولاراً الجمعة الماضي.
في الخارج، لم يتمكن الاورو من تعزيز مواقعه في اسواق القطع العالمية بعدما بلغ الدولار أعلى مستوياته في سنتين ازاء العملة الاوروبية الموحدة تحسباً من المستثمرين لان تحمل بيانات التضخم في منطقتها المصرف المركزي الاوروبي على زيادة التيسير النقد للاقتصاد بعد غد الخميس في اجتماع مجلس حاكميته، في ظل استمرار مظاهر التعافي في الاقتصاد الاميركي وخصوصاً بعدما اضرت الاضطرابات في هونغ كونغ بالشركات الاوروبية المنكشفة على الاسواق الاسيوية. وجاء الاعلان ان معدل التضخم في المانيا استقر عند مستوياته المنخفضة في ايلول وبوتيرة سنوية نسبتها 0,8 في المئة للشهر الثالث انعكاسه المحيط للمبادرات في اتجاه الاورو بعدما تبين ان ثقة المستهلكين في منطقته تراجعت 100,60 نقطة في آب الى 99,9 في ايلول وثقة رجال الاعمال من 0,16 الى 0,07 في الفترة عينها. ومما عزز هذه المشاعر ارتفاع الانفاق الاستهلاكي للاميركيين بنسبة 0,5 في المئة في آب بما فاق مداخيلهم الفردية التي لم تجاوز ارتفاعها 0,3 في المئة مما يشير الى ان الاقتصاد الاميركي يعمل بكل طاقته الامر الذي قد يضطر الاحتياط الفيديرالي معه الى رفع معدل الفائدة لديه مطلع 2015 لاحتواء التضخم في الولايات المتحدة. وقد تداخلت كل هذه المعطيات لتجعل الاورو يقفل في نيويورك بـ1,2690 دولار في مقابل 1,2680 الجمعة الماضي، في تطور ابقى الذهب ضعيفا لتقفل الاونصة منه بـ1216,25 دولاراً في مقابل 1218,00 في الفترة عينها.
وأدت الاضطرابات في هونغ كونغ الى تعريض اسهم شركات اوروبية واميركية لها مصالح مع نظيراتها الاسيوية بدءا بمصرف “اتش اس بي سي” و”بنك أوف تشاينا” و”ستاندارد تشارترد بنك” وغيرها وصولا الى شركات تعدين عدة لارتدادات هذه الازمة. وأدى ذلك الى اقفال البورصات الاوروبية بخسائر راوحت بين 1,52 في المئة في مدريد و0,07 في المئة في امستردام من جهة، والاميركية بين 41,93 نقطة على 17071,22 نقطة، لمؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر 6,34 نقاط على 4505,85 نقاط من جهة اخرى.