على الحدود الحزائرية ، وتحديدا في مدينة غدامس، واجه حوار الفرقاء الليبيين بداية متعثرة سرعان ما تبددت مع اتفاق المجتمعين على وقف إطلاق النار، وفتح المطارات وعلاج جرحى طرفي الاقتتال، كما اقترح وفد مجلس النواب (الذي يتخذ طبرق مقراً له) انسحاب قوات الزنتان من منطقة (بئر الغنم) جنوب غرب طرابلس، شرط عدم دخول قوات فجر ليبيا للزنتان.
وبدأ يوم أمس متعثّراً مع تأخر الوفود في الوصول إلى المدينة الحدودية، في ظل بعض الانتقادات لمكان انعقاد الحوار ذاته، إذ تقع غدامس تحت سيطرة الكتائب الموالية لقائد “عملية الكرامة”، اللواء حفتر .
ولم تقتصر الانتقادات على الأطراف السياسية، إذ دعا المكتب الإعلامي لعملية “فجر ليبيا”،أنصاره في بيان إلى التظاهر أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في طرابلس، تعبيراً عن الرفض التام للحوار الأممي الساعي إلى إحياء روح “المهزومين السياسيين والعسكريين”، ومعتبراً أنه حوار مجهول الأطراف والبنود.
في المحصلة، لم تمنع السجالات السياسية من بدء جلسات الحوار في غدامس، بحضور أعضاء مجلس النواب المجتمعين في طبرق والنواب المقاطعين لجلساته. وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ومندوبون دوليون، فضلاً عن ممثلين عن الجزائر وتونس ومصر، قد وصلوا لحضور جلسة الحوار التي ستُناقش إيجاد مخرج سياسي للأزمة.
وأشاد ليون، لدى افتتاح الاجتماع، بما قال إنه “يوم تاريخي لليبيا وللعالم”، مؤكدا أن الاجتماع “المدعوم من المجتمع الدولي، يوجه رسالة وحدة قوية لليبيين”. وقال أحد أعضاء بعثة الأمم المتحدة لوكالة “فرانس برس”، إن أعضاء المعسكرين “أعطوا انطباعا جيدا وقدموا بنوايا حسنة. وهذا بحد ذاته أمر إيجابي جداً”.