أبدَت مصادر مُطّلعة تخوّفها من دخولِ جهةٍ معرقلة وذات ارتباط بتحريك الشارع ومتضرّرة من هذه الأجواء على هذا التقدّم مثلما حصل سابقاً، لكنّها أكّدت في المقابل أنّ الأجواء مختلفة هذه المرّة. ورأت أنّ الامور إذا ظلّت تسير على هذه السكّة ستترجم خطوات عملانية ايجابية. ولفتت الى أنّ هوية الموفد القطري الجديد تعكس جدّية اكبر في التفاوض هذه المرّة.
في غضون ذلك، أكّد مصدر أمني رفيع لـ”الجمهورية” أنّ “الجيش يسيّر دوريّات في محيط مراكزه في أطراف الجرّد والتلال في عرسال، لكنّه يتحاشى الى حدّ ما تسييرها داخل البلدة، لأنّ الوضع فيها مضبوط ومخابرات الجيش تطّلع على كلّ شاردة وواردة فيها، وإذا تطلّبَ الأمر تحرّكاً وتدخّلاً من الجيش فلن يتأخّر”، لافتاً إلى أنّ “المعطيات التي ترِد الى مخابرات الجيش يتمّ التأكّد منها والعمل على أساسها، وكذلك، بالنسبة الى بقيّة الأجهزة”.
وعن التنسيق بين الجيش والقوى الأمنية، أكّد المصدر أنّ “الجيش يخوض حرباً في عرسال، وكلّ جهاز أمني يعمل على أساس المعلومات التي ترِدُه، وتتمّ مقاطعتها في حال الضرورة، لكنّ قوى الأمن الداخلي غير قادرة على خوض مواجهة ودهم مخيّمات النازحين بحجم كبير لأنّها غير مجهّزة، فيما تتطلّب معركة عرسال وسائلَ قتالية متطوّرة، إلّا أنّ في استطاعة القوى الامنية إراحة الجيش في الداخل وحماية ظهره ليتفرَّغ لمعركته الحدودية، لأنّ كلّ مؤسسات الدولة في خدمة الوطن ولا مجال للكسل أو البقاء في المنزل في هذه الفترة العصيبة”.