اعتبرت الهيئات الاقتصادية أن «إقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، في هذه اللحظة المصيرية والدقيقة، سيؤدي إلى فقدان لبنان لمناعته الاقتصادية.
واعلنت رفضها «المطلق للزيادات الضريبية التي وردت في مشروع السلسلة المقترح»
عقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعا طارئا بحثت في خلاله في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، والتوجه لإقرار مشروع السلسلة، في الجلسة التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم.
واشارت في بيان إثر الاجتماع، أن «عقد جلسة لمجلس النواب هو من أجل الضرورة، فأي ضرورة تعلو على انتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل غيابه تهديدا مباشرا لكيان الدولة برمتها».
وشددت على أن «الصفقة التي توصلت إليها القوى السياسية، بسحر ساحر، ليس الهدف منها إعطاء هيئة التنسيق النقابية والعمال والعسكريين حقوقهم، بل على العكس تماما، لأن التعديلات التي وردت في مشروع السلسلة الجديد، ستؤدي أولا إلى ضرب حقوق الموظفين، وستؤدي ثانيا إلى التضحية بالاقتصاد اللبناني عشية عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي سيوصلنا إلى كارثة مالية اقتصادية واجتماعية حقيقية لم تأخذها القوى السياسية على ما يبدو بعين الاعتبار».
ورأت الهيئات الاقتصادية أن «الأرقام الواردة في مشروع السلسلة المعدل، تعاني الكثير من الخلل، ولا تحقق التوازن بين النفقات والواردات، كما أن الإصلاحات الطفيفة التي يلحظها المشروع، والتي تراهن القوى السياسية على أنها ستؤدي إلى تحسين الواقع المالي للدولة، ما هي إلا أوهام في ظل الواقع المهترىء في إدارات الدولة».
وجددت رفضها «المطلق للزيادات الضريبية التي وردت في مشروع السلسلة المقترح»، مؤكدة أن «هذه الزيادات الضريبية لن تساهم في حل الأزمة بل ستخلق أزمة أكبر».
وشددت الهيئات على أن «القوى السياسية على اختلافها، تغامر من خلال إقرار مشروع السلسلة، بمصير البلاد والعباد، على اعتبار أن الأوضاع التي تمر فيها البلاد، والظروف الصعبة التي يمر فيها الاقتصاد اللبناني، منذ سنوات عديدة من جراء الأزمة السياسية المستفحلة، لا تحتمل على الإطلاق اتخاذ قرارات تؤدي إلى تعريض الأمن الاقتصادي للخطر».
واعتبرت أن «إقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، في هذه اللحظة المصيرية والدقيقة، سيؤدي إلى فقدان لبنان لمناعته الاقتصادية، خصوصا في ظل التحذيرات المتكررة لأعلى المرجعيات المالية الدولية، بشأن خطر إقرار السلسلة على الاقتصاد اللبناني في غياب إجراء إصلاحات هيكلية في القطاع العام».
ورأت الهيئات أن «الاقتصاد اللبناني بات اليوم في مهب الريح، خصوصا في ظل الانخفاض المستمر في معظم المؤشرات الاقتصادية، ووصول معدل النمو إلى ما دون الواحد والنصف في المائة»، معتبرة أن «الاقتصاد اللبناني بات نتيجة المغامرات غير المحسوبة، أقرب إلى مواجهة مصير اقتصادات متعثرة عديدة».
وأسفت لأن «القوى والمرجعيات السياسية على كافة المستويات لم تستمع الى الصرخات التي أطلقتها مرارا وتكرارا، وتحملها مسؤولية الأوضاع التي ستؤول اليها الأمور المالية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، لذا عليها أن تتحمل تبعات أفعالها، لأن التاريخ لا يرحم».
أزعور يحذر
من جهته حذّر الوزير السابق جهاد أزعور من «المخاطر والتأثيرات السلبية الكبيرة التي ستنجم عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب بالصيغة المتداولة، وفي هذا الظرف الذي يعاني فيه لبنان من عجز قياسي في المالية العامة وغياب للنمو الإقتصادي وأوضاع اجتماعية صعبة ناتجة عن عوامل عدة أبرزها الأعباء المترتبة على النزوح السوري والصعوبات الحياتية»، معتبراً أن «المواطن اللبناني سيكون أكبر المتضررين من هذه التسوية السياسية التي سيدفع ثمنها بصورة خاصة ذوو الدخل المحدود من خلال ضرائب إضافية، وارتفاع في الاسعار والتدني المتوقع في سوق العمل». واعتبر أن «الإتفاق المتداول لإقرار السلسلة لا يعدو كونه تسوية لحل مسائل سياسية». وذكّر أزعور في بيان، بأن «عجز الموازنة يتوقع أن يرتفع نهاية السنة الجارية، إلى رقم قياسي هو خمسة مليارات دولار»، مشيراً إلى أن السلسلة «سترتب إنفاقاً إضافياً يفوق المليار دولار سنوياً بالحدّ الأدنى، ما يشكّل خطراً على الإستقرار الإقتصادي والمالي».
ولاحظ أن «الإيرادات المتوقعة من الإجراءات الضريبية التي ستعتمد، لن تكون كافية لتمويل هذه الزيادة في الإنفاق، ما يؤدي إلى زيادة العجز ويدفع تالياً إلى المزيد من الضرائب التي سيكون أكبر المتضررين منها ذوو الدخل المحدود والفئات الشعبية».
ورأى أن «إقرار السلسلة لن يحرّك الإقتصاد بل سيزيد من مخاطر التضخم الذي يشكّل الخطر الأكبر على الشعب اللبناني برمّته وخصوصاً على أصحاب المداخيل المنخفضة».