إنطلقت جلسة مجلس الوزراء من خلال جدول أعمال يتضمن بنوداً عادية غير خلافية، إضافة الى إمكان تطرّقها الى ملف العسكريين المخطوفين من خارج جدول الأعمال، إلا أنّ هناك عناوين تفجيرية عدّة في المقابل إذا ما طُرحت قد تؤدّي إلى توتير أجوائها. وبالتزامن مع انعقاد الجلسة اعتصم أهالي العسكريين المخطوفين أمام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح، للضغط على الحكومة بتبنّي قرار المقايضة من أجل الإفراج عن أبنائهم.
أهالي العسكريين طالبوا السياسيين بالتواصل معهم لبلسمة جراحهم لأنّ عكس ذلك سيؤدي الى سلبيات لا تُحمد عقباها، ودعوا الحكومة الى عقد جلسات إضافية وإعطاء الملف أهمية خاصة.
وزير الصحة وائل أبو فاعور انضمّ الى الاهالي، مؤكّدًا أنّ قضيتهم ليست بقضية عابرة وإن كان أهل السياسة لا يستطيعون أن يشعروا بما يشعر الأهالي به. وشدّد على أنّ ليس هناك أولوية وطنية أهمّ من بند العسكريين المخطوفين الى حين إيجاد حلّ له.
وإذ أبدى ثقته بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وأنّه خير من يدير هذا الملف، أمل أبو فاعور وحدة الأهالي وعدم الفرز الطائفي في هذه القضية لأنّ المخطوفين أبناء المؤسسة العسكرية. وأشار الى متابعة الأمور بالتفاصيل، وأنّ الملف دخل في مرحلة ايجابية وكل القوى السياسية أجمعت على إيجاد حلّ سريع لهذه المحنة.
وقبيل عقد الجلسة الوزارية برئاسة تمام سلام في السراي الحكومي، شدّد وزير الداخلية نهاد المشنوق من السراي الحكومي على وجوب إنقاذ عرسال من الإحتلال والوصول إلى اتفاق بالتشاور، لافتًا الى أنّ كل يوم هناك تقدّم في موضوع المخطوفين.
بدوره، أكّد وزير البيئة محمد المشنوق أنّ المجلس سيبحث في موضوع المفاوضات والمخيمات والوضع الامني، إضافة الى جزء من السلسلة.
أمّا وزير الخارجية جبران باسيل، ردّ على سؤال بالقول: “لم أكن مكلفًا بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولكن كان من الطبيعي أن يتمّ، خصوصا أنّه وزير خارجية سوريا ولنا علاقات دبلوماسية معها”. وعن مسألة المخيمات، أكّد أنّها “لن تمرّ لا اليوم ولا بعد مئة سنة”. كلام باسيل أكّده وزير التربية روني عريجي قبيل الجلسة أيضًا، بأنّ موقف تيار “المردة” سيكون واضحًا برفض إقامة المخيمات.
وملف العسكريين المخطوفين سُئل عنه الوزير محمد فنيش، فلفت الى أنّ كتلة “الوفاء والمقاومة” بالمبدأ مع التواصل مع الخاطفين لمعرفة مطالبهم، وهذا موقف الحكومة منذ البداية.
وأكد وزير العمل سجعان قزي أنّ حزب “الكتائب” مع وقف كل مقايضة وتسويف وابتزاز”، وقال: “نحن مع المفاوضات غير المباشرة ومن دون التنازل للارهابيين”، داعيًا أهالي المخطوفين الى الوثوق بالدولة اكثر من الوثوق بـ”جبهة النصرة” و”داعش” وإلا كانوا أسرى لهم كما اولادهم”.
وفي ما خص مخيمات اللاجئين السوريين، قال: “المخيمات ليست الحل المثالي وانما الحل هو عودة السوريين الى بلدهم، والا سننتظر حق العودة كما حصل مع الفلسطينيين”. وفيما خص عرسال، قال: “على الجيش اللبناني أن يتصرف في عرسال ولا احد يمنعه من القيام بأي تصرف، واذا كان يواجه أي مشكلة فعلى قائده الاعلان عن المعطلين”.