يستعد المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) إلى حرب شوارع طويلة الأمد مع اقتراب عناصر تنظيم “داعش” من مدينتهم من الجهة الشرقية، حيث تحدث ناشطون من المدينة عن أنّ التنظيم المتطرف وصل إلى المدخل الشرقي لكوباني بعد استقدامه تعزيزات كبيرة، بهدف اقتحام المدينة والسيطرة عليها.
في المقابل، أعادت قوات الـYPG (وحدات حماية الشعب الكردية) التمركز في محيط مدينة كوباني استعداداً لخوض “حرب القلعة”، وهو الاسم الذي أطلقه المقاتلون الأكراد على معركة عين العرب.
من جانبه، قال الناشط مصطفى العبدي إنّ “كوباني لم تسقط بعد، لكن تنظيم “داعش” بات قريباً جداً، حيث احتل غالب القرى المحيطة بالمدينة (البالغ عددها 380 قرية)، وهو يحشد الآن مزيداً من قواته لاقتحام المدينة، ناهيك عن حصاره لمدينة كوباني منذ أكثر من سنة، وكذلك الأمر بالنسبة لحالات الاعتقال (وخاصة الأطفال)، وانتهاكات حقوق الإنسان”.
وأضاف العبدي أنّ “خطة الدفاع عن كوباني كانت بالتراجع وتشكيل طوق دفاع ذاتي، والتحضير لمعركة الحسم وليس معركة الخسارة وهي حرب شوارع، لأنّ خط الجبهة طويل مع قلة الذخيرة، والقصف الكثيف الذي تشنّه مدافع التنظيم على المدينة مقابل قصف محدود وطيران استعراضي من قبل قوات التحالف”.
ويقول المقاتلون الأكراد إنّهم لا يمتلكون أسلحة توازي الأسلحة الثقيلة التي استقدمها تنظيم “داعش” من الفرقة 17 في الرقة، ومن اللواء 93 بالقرب من بلدة عين عيسى (القريبة من كوباني)، وكذلك من مطار الطبقة العسكري، ومعسكرات الجيش العراقي في الموصل.
ومع اقتراب التنظيم من مدينة عين العرب تتواصل موجات النزوح من المدينة باتجاه الأراضي التركية. وقال ناشطون إنّ المدينة باتت شبه خالية من المدنيين، ومن تبقى هم المقاتلون فقط.
على الجهة المقابلة من الحدود وتحديداً في منطقة “مرشد بينار” التركية يتجمع عشرات الشبان الأكراد ممن نزحوا من عين العرب، يحاولون العودة إلى المدينة للمشاركة في الدفاع عنها، إلا أنّ السلطات التركية تخشى من انضمام أكراد تركيا لهؤلاء لذلك تحاول منعهم في بعض الأحيان، ومن ثم تسمح لهم بالعبور إلى سوريا بعد التأكد من عدم وجود مقاتلين أتراك بينهم.
إلا أنّ الكثير من أتراك تركيا ولاسيما المناطق المتاخمة لمدينة عين العرب (كوباني) استطاعوا اجتياز الحدود عبر طرق التهريب رغم الانتشار الأمني الكبير للجيش التركي في المنطقة.
وتخشى أنقرة من انضمام مقاتلي حزب “العمال الكردستاني” إلى القتال لجانب الأكراد في كوباني، وهو ما يشكل وفق الرؤية التركية خطراً من تمدّد نفوذ مقاتلي الحزب إلى عين العرب، ويمكن أن يشكل ورقة ضغط يستخدمها الأكراد في مفاوضات المصالحة مع الحكومة التركية التي بدأت قبل سنوات.