الاعلان عن اطلاق أحد العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم جماعات ارهابية من عرسال خلف بعض الارتياح في اوساط اهالي الجنود المحتجزين لدى هذه الجماعات منذ نحو شهرين على أمل ان تفضي الوساطات الجارية الى الافراج عمن بقي منهم في قابل الايام. وفي انتظار ذلك، استمر ذوو الجنود المخطوفين في قطع الطرق الرئيسية بقاعا وشمالاً لحض المعنيين بملف الجنود المخطوفين على مواصلة مساعيهم لاطلاقهم، الامر الذي أبقى الاجواء المخيمة على البلاد عموماً والأسواق المالية فيها خصوصا على حالها من الحذر والقلق أمس أيضاً، وخصوصاً مع تجدد السجالات في شأن الانعكاسات السلبية لاقرار مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام على خزينة الدولة وتالياً على الاستقرار المالي الهش في البلاد التي تواجه الى ذلك مخاطر امنية في ضوء ما تشهده مناطق عدة فيها من ممارسات من البعض على خلفية ما تشهده المنطقة من تطورات امنية. وتداخلت كل هذه العوامل المثيرة للقلق لتبقي بورصة بيروت، التي غابت عنها أمس الصفقات الخاصة، في دائرة الحذر والتردد كما عكسته حركة العرض والطلب لعدد من الصكوك المدرجة على لوائحها. فمن جهة، مضت أسهم “سوليدير” في التقلب بين أعلى على 12,01 دولاراً وادنى على 11,80 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ12,01 دولارً في مقابل 11,99 أول من أمس (زائد 0,16 في المئة) والفئة “ب” بـ11,99 دولاراً في مقابل 12,00 في الفترة عينها (ناقص 0,08 في المئة)، وقت استقرت أسعار أسهم “بنك عوده” المدرجة على 6,00 دولارات والتفضيلية – F على 100,50 دولار، فيما تراجعت اسعار شهادات الايداع العائدة الى هذا المصرف من 6,20 دولارات الى 6,15 (ناقص 0,80 في المئة) مع اسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة من 8,81 دولارات الى 8,75 (ناقص 0,68 في المئة) في قطاع المصارف، من جهة اخرى.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ ارتفاع أسعار أسهم “هولسيم” الطفيف من 15,00 دولارا الى 15,01 (زائد 0,06 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 1,46 نقطة ونسبته 0,12 في المئة على 1172,67 نقطة، في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 69199 صكاً قيمتها 855372 دولاراً، في مقابل تداول 7,583,761 صكاً قيمتها 46,014,538 دولاراً أول من أمس.
تزايد الضغوط على الاورو والبورصات العالمية
في الخارج، تواصلت الضغوط على الاورو في اسواق القطع العالمية عشية اجتماع هيئة حاكمية المصرف المركزي الاوروبي اليوم تحسبا لما سيتخذه من اجراءات نقدية دعما للاقتصاد المتداعي في منطقته بشراء أصول مصرفية وغيرها لهذه الغاية، الى خفض الفائدة على الودائع الى ما دون صفر في المئة لجعل تسليف القطاعات الانتاجية ميسراً اكثر فأكثر. ومما رجح هذه التوقعات الضاغطة على الاورو الاعلان ان مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في منطقته تراجع من 50,7 نقطة في آب الى 50,3 في ايلول ليلامس عتبة الـ50,00 نقطة التي تعتبر الحد الفاصل بين انتعاش الاقتصاد فوقها وانكماشه تحتها، وقت تبين ان هذا المؤشر تراجع في المانيا من 51,4 نقطة الى 49,9 وفي فرنسا من 49,9 نقطة الى 48,8 في الفترة عينها، أي دون هذه العتبة في أول وثاني أهم اقتصاد في هذه المنطقة. وأدى ذلك الى تزايد الضغوط على العملة الاوروبية الموحدة التي سرعان ما كسرت نزولا عتبة الـ1,26 دولار للمرة الاولى منذ سنتين ونيف على رغم تراجع مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في الولايات المتحدة من 59,00 نقطة في آب الى 56,6 في ايلول وكذلك الانفاق على البناء فيها بنسبة 0,8 في المئة في آب بعد ارتفاعه بنسبة 1,2 في المئة في تموز. ويعزى ذلك الى تمكن القطاع الخاص الاميركي من استحداث نحو 213 الف وظيفة في مختلف القطاعات الانتاجية غير الزراعية في ايلول في مقابل 202 الفي وظيفة في آب بحسب الاحصاء الذي أجرته مؤسسة ADP المتخصصة بالموارد البشرية عشية صدور أرقام البطالة الاميركية الاسبوعية اليوم والشهرية غدا فأقفل الاورو في نيويورك بـ1,2615 دولار في مقابل 1,2630 اول من أمس، في تطور أفاد المعادن الثمينة، فقفلت اونصة الذهب بـ1215,00 دولارا في مقابل 1209,00 في الفترة عينها.
وواصلت الاسهم الاوروبية تقهقرها تحت ضغط بيانات اقتصادية مخيبة لآمال المستثمرين اضافة الى القلق الناجم عن “انتفاضة المظلات” في هونغ كونغ وانعكاساتها على الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وارتداداتها على الاقتصادات الاميركية والاوروبية والآسيوية الامر الذي أدى الى اقفال بورصات منطقة الاورو بمزيد من التراجع بين 1,15 في المئة في باريس و0,67 في المئة في مدريد. كذلك بالنسبة الى الاسهم الاميركية التي اشتدت الضغوط عليها للاعتبارات عينها فضلا عن تنامي الحذر اثر تشخيص اصابة بفيروس “إيبولا” في احدى الولايات فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بخسارة مقدارها 238,19 نقطة على 16804,71 نقاط و71,30 نقطة على 4422,09 نقطة تواليا.