اظهرت مصادر سياسية مسيحية بارزة، مؤيدة لموقف الكنيسة المارونية، خشيتها من ان تأتي التطورات المتلاحقة، سواء في موضوع مواجهة الارهاب ام الاقتراب من موعد بتّ الاستحقاق الانتخابات النيابية، على حساب مزيد من إهمال وتهميش الأزمة الرئاسية، معتبراً ان الموضوع باتت يهدد بأسوأ تهميش للموقع المسيحي الاول في البلاد، علماً ان هذه المخاوف الموضوعية لم تعد مقتصرة على الاوساط المسيحية اللبنانية وحدها بل تعبّر عنها جهات أوروبية ودولية اخرى.
واشارت المصادر لصحيفة “الراي” الكويتية، الى ان مسؤولين فرنسيين تحديداً عبّروا امام شخصيات لبنانية عن قلقهم لتهميش الاهتمامات بإجراء الانتخابات الرئاسية وحضوا هذه الشخصيات على ضرورة التحرك الداخلي لاستعجال انتخاب الرئيس لئلا يتلقى لبنان مزيداً من تداعيات سلبية سياسية وأمنية في غيابه، لافةً الى ان مجريات التطورات الداخلية والخارجية المتسارعة باتت تهدد أكثر من اي وقت سابق بتكريس واقع الاستغناء عن الموقع الرئاسي، حتى لو ردّدت كل القوى والطوائف تَمسُّكها به.
واعربت المصادر الوثيقة الصلة ببكركي خشيتها من ان القوى المسيحية في فريقي 14 آذار و8 آذار باتت أقرب الى التسليم بأولويات أمر واقع، لم تعد الانتخابات الرئاسية تتصدّره، رغم المواقف العلنية المغايرة، مشيراً الى ان القوى المسيحية من ضمن الفريق الواحد بدأت تنصرف الى “مزاحمات سياسية”، بحسب تعبيرها، على غرار مزايدات خرجت الى العلن بين حزبيْ “الكتائب” و”القوات اللبنانية” اخيراً في موضوع تأييد او معارضة جلسات التشريع لمجلس النواب بما عكس الوهن الحاصل داخل الفريق المسيحي في قوى 14 آذار، في مقابل تصلُّب العماد ميشال عون واستمرار تعطيله للانتخابات الرئاسية ما لم تحمله الى قصر بعبدا.
وتضيف المصادر ان ثمة خشية من ان يزيد الاتجاه الى التمديد لمجلس النواب، والذي يبدو انه صار خياراً شبه حتمي، ومع ان المصادر تبدي ارتياحاً واسعاً لمواقف زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري الذي لا يترك مناسبة الا ويشدّد فيها على استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية لا تتقدّمها اي اولوية اخرى، إلا أنها تشير الى ان موقف الحريري لا يوحي بأن هناك معطيات اقليمية ناضجة لانتخاب الرئيس من الجانب حليف السعودي، كما يثبت تمسكُ “حزب الله” بتأييد العماد عون بان ايران ليست في وارد الإفراج عن التعطيل الحاصل للانتخاب راهناً قبل استكشاف ملامح تسوية واسعة مع الغرب في الملفات الكبرى.