تحفظ البعض عن سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام كما أحيلت أول من أمس على مجلس النواب، وتاليا اعادتها الى اللجان النيابية المشتركة لاعادة النظر فيها، طرح تساؤلات كثيرة عن هذا التطور المفاجئ في المواقف منها من غير أن ينعكس بشكل أو بآخر على الاسواق المالية اللبنانية التي ظلت تتفاعل مع الوضع الامني في البلاد دون غيره. وفي هذا المجال، انشغل المتعاملون في بورصة بيروت امس بما تردد من معلومات عن ممارسات تشهدها احياء معينة في طرابلس شمالا في موازاة ما يحصل في عرسال بقاعا وصولا الى قرى راشيا والعرقوب جنوبا، وقت لا يزال ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين يحتل صدارة الاهتمامات في ظل استمرار التصعيد في الشارع من ذويهم للضغط على الجهات المعنية للاسراع في المفاوضات الجارية مع الجماعات الارهابية التي خطفتهم لاطلاقهم. وهكذا ظل الحذر والتردد السمة الاساسية لتطور حركة العرض والطلب التي تناولت عددا من الصكوك المالية المدرجة على لوائحها أمس ايضا منذ الافتتاح الى ما بعد تسجيل صفقة خاصة كبيرة على 3,043,718 سهما مدرجا من بنك عودة دفعة واحدةبسعر تحدد بالتراضي بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,00 دولارات للسهم الواحد، على جاري العادة بعد انجاز عملية زيادة رأس مال هذا المصرف الذي سجل ارتفاعا لأسعار شهادات ايداع بنك لبنان والمهجر من 9,45 دولارات الى 9,50 (زائد 0,52 في المئة) واستقرارا لأسعار اسهم بنك بيروت التفضيلية – H على 25,75 دولارا.
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطور العقاري، تقلبت أسهم سوليدير بين أعلى على 12,19 دولارا وأدنى على 12,00 دولارا، الى ان أقفلت الفئة “أ” منها بـ12,11 دولارا في مقابل 12,01 أول من أمس (زائد 0,83 في المئة) والفئة “ب” بـ12,00 دولارا في مقابل 11,99 (زائد 0,08 في المئة).
وتبعا لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع طفيف مقداره 1,73 نقطة ونسبته 0,15 في المئة على 1174,41 نقطة، في سوق نشيطة بفضل الصفقة الخاصة على أسهم بنك عودة اذ تبودل فيها 3,059,959 صكا قيمتها 18,468,949 دولارا، في مقابل تبادل 69199 صكا قيمتها 855372 دولارا أول من أمس.
في الخارج، عاد الاورو الى التماسك فوق عتبة الـ1,26 دولار التي كسرها نزولا الى أدنى على 1,2575 دولار للمرة الاولى منذ ايلول 2012 أول من أمس تحسبا لما سيتخذه المصرف المركزي الاوروبي من اجراءات نقدية للحيلولة دون وقوع الاقتصاد في منطقته في انكماش الاسعار (deflation) المسيء كثيرا الى النمو فيها. إلا أن ما اتخذته هيئة السياسة النقدية في المصرف من مقررات عقب اجتماع مجلس حاكميته أمس، وخصوصاً من حيث ابقائه معدل الفائدة الاساس لديه على 0,05 في المئة والفائدة على الودائع على ناقص 0,2 في المئة لليلة واحدة والفائدة على الاقراض للتمويل الطارئ على 0,30 في المئة حتى تنفس المستثمرون الصعداء وأقبلوا على اعادة شراء الاورو فوق عتبة الـ1,26 دولار، وخصوصا بعدما صرح رئيس المصرف ماريو دراغي بأنه تقرر ارجاء تنفيذ خطة التيسير الكمي للاقتصاد بشراء أوراق مالية مضمونة بأصول الى الشهر المقبل ولمدة سنتين على الاقل من غير ان يفصح عن حجم هذه الخطة المتوقع ان يبلغ 1000 مليار أوروو. وأدى ذلك الى تجاهل المتعاملين تراجع أسعار الانتاج في منطقة الاورو بنسبة 0,1 في المئة في آب عنه في تموز وبوتيرة سنوية نسبتها 1,3 في المئة بما يؤكد انكماش الاسعار فيها وكذلك تراجع عدد طالبي اعانات البطالة في الولايات المتحدة 8000 الاسبوع الماضي الى 287000، في اشارة الى تمكن الاقتصاد الاميركي من استحداث وظائف جديدة في مختلف قطاعاته الانتاجية غير الزراعية، فأقفل الاورو في نيويورك بـ1,2665 دولار في مقابل 1,2615 اول من أمس، في تطور لجم المضاربات على ارتفاع المعادن الثمينة وخصوصا الذهب الذي أقفلت الاونصة منه بـ1214,30 دولارا في مقابل 1215,00 في الفترة عينها.
واشتدت الضغوط على الاسهم الاوروبية بعدما لم يدل رئيس المركزي الاوروبي بتفاصيل تذكر عن خطتهالجديدة لشراء اصول لرفع التضخم في منطقة الاورو وانعاش الاقتصاد فيها، الامر الذي أصاب المستثمرين بخيبة فاندفعوا في البيع على نحو جعل البورصات فيها تقفل بخسائر راوحت بين 3,92 في المئة في ميلانو و1,99 في المئة في فرانكفورت. إلا أن الاسهم الاميركية افتقرت الى اتجاه واضح اذ تنازعتها معطيات متضاربة بين أرقام البطالة الاسبوعية الايجابية وهبوط الطلبات الصناعية بنسبة 10,1 في المئة في آب. وفي انتظار ارقام البطالة الشهرية اليوم، أقفل مؤشر ناسداك بارتفاع طفيف مقداره 8,10 نقاط على 4430,19 نقطة ومؤشر داو جونز الصناعي بتراجع 3,66 نقاط على 16801,05 نقطة.