ايفا ابي حيدر-
تسعى بلدية جونية الى إعادة إدراج لبنان على الخريطة السياحية ولا سيما بعد خسارته لثلاثة مواسم سياحية على التوالي بسبب الأزمات الأمنية والسياسية التي عصفت بالبلاد، وأدّت الى تراجع الحركة السياحية فيه.
وهي تستفيد من كونه منفذاً الى البحر المتوسط لبدء ورشة عمل تهدف الى تطوير العمل فيه وتجهيز مراكز ضرورية لتسهيل استقبال السياح. تأتي هذه الخطوة بعد نجاح تجربة الصيف الماضي باستقبال بواخر سياحية في المرفأ ساهمت في إنعاش المنطقة والحركة السياحية في لبنان، على أن ينتهي تجهيز المرفأ في الربيع المقبل.
في هذا السياق، رحّب رئيس بلدية جونيه انطوان افرام بقرار تجهيز مرفأ جونيه بما يسمح بتأمين منفذ الى البحر المتوسط، ويُدرج لبنان وتحديداً جونيه ضمن قائمة الرحلات البحرية التي تشمل قبرص، اليونان وحتى مصر.
وأوضح في حديث لـ«الجمهورية» أنّ مرفأ جونيه الحالي استقبل في موسم الصيف بواخر سياحية، الى جانب باخرةٍ سياحية دائمة تنقلت طيلة الموسم بين جونيه وتركيا، لافتاً الى أنّ هذا المرفأ عَمِل طويلاً في السابق طيلة أيام الحرب على نقل الركاب الى لارنكا.
وما نسعى اليه اليوم هو «تجهيز إنشاء قاعة للمسافرين، مركز الامن العام والجمارك، بما يسهّل تنظيم رحلات في الربيع المقبل بطريقة حديثة وأكثر تنظيماً». ولفت الى انّ هذا المشروع من شأنه أن «يعطي وجهاً حضارياً لهذا المرفأ يجذب السائح».
وعن تجربة موسم الصيف، قال افرام: «المرفأ لم يكن مجهزاً بشكلِ كافٍ في موسم الصيف الماضي، لأنّ السياح ولدى وصولهم الى مرفأ جونيه كانوا يبقون في الباخرة بانتظار مجيء أفراد من الامن العام، يأخذون جوازات السفر من الركاب الى مراكزهم يختمونها ثم يعودون مجدّداً الى الباخرة لاعطائها للركاب.
فتجنباً لتكرار هذه العملية وتأخير السياح في البواخر، سنعمل اليوم على تجهيز مركز للأمن العام في ميناء جونيه، واستحداث غرفة للجمارك في الميناء، وصالة لاستقبال السياح تشعرهم لدى وصولهم الى لبنان بأنهم في بلد يحترم نفسه ويحترم سيّاحه».
وكان المدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي اطلق مطلع الاسبوع في زيارة قام بها الى المرفأ المشروع، وجرى خلال اللقاء التفاهم على التعاون بين وزارة النقل وبلدية جونيه بهدف تحسين هذا المبنى وتطويره.
وفي هذا الاطار، أوضح افرام انّ انطلاق مشروع استحداث المرفأ «لا يحتاج الى قرارٍ وزاريّ لأنّ المرفأ شرعي»، إنما العمل به جاء إثر اتفاق حصل بين البلدية ووزارة النقل.
وعن الجدوى الاقتصادية من تطوير هذا المشروع، أشار افرام الى أنّ «جونيه لا شك ستستفيد من تطوير المرفأ بانتعاش فنادقها ومطاعمها ومراكزها التجارية والسياحية خصوصاً أنها مدينة سياحية بامتياز إذ توفر للسائح كلّ ما يحتاجه، لكنّ الايجابيات التي ستتأتّى من إنجاز هذا المشروع لا تنعكس فقط على مدينة جونيه انما ستطاول البلد بأكمله من حيث إنعاش السياحة، ولا سيما انّ في إمكان السائح الآتي عبر البواخر السياحية الى مرفأ جونيه استقدام سيارته معه».
وكشف افرام انّ «المشروع المستقبلي قيد الاعداد هو إنشاء مرفأ سياحي كبير سبق وصدر مرسوم في شأنه، بكلفة مُقدّرة بنحو 40 مليون دولار، أما مركزه فسيقع بين مرفأ الجيش ومجمّع «البورتميليو». هذا المشروع «ينتظر تنفيذه إفراج الدولة عن الاموال المرصودة له، وهذا القرار اليوم متوقف عند وزير المالية».
اما كلفة تجهيز مرفأ جونيه اليوم أي بتجهيز مركزٍ للأمن العام في ميناء جونيه، واستحداثِ غرفة للجمارك وصالة لاستقبال السياح في الميناء فتبلغ نحو 500 الف دولار، تتكفّل البلدية بتأمين قسم من هذا المبلغ ووزارة النقل القسم المتبقي.