أوضحت مصادر ديبلوماسية أنّ أجواء أفضل وأكثر إيجابية تحققت خلال الأسابيع الأخيرة في ملفات إقليمية ذات تأثير على الوضع اللبناني، إذ برزت عوامل تهدئة إن في ملف العراق أو في ملف العلاقة الخليجية الإيرانية.
المصادر رأت في حديث لصحيفة “المستقبل” أنّ ليس هناك من عوامل تؤدّي الى حلحلة نهائية للملفات مئة في المئة، إذ أنّ مراكز عدة في المنطقة تحتاج الى أن يتأكد اتجاه التهدئة فيها، وذلك يستلزم وقتاً لبلورة الصورة كاملة، وعندها يتضح مسار الأمور وتأثيره على الوضع اللبناني لا سيما في مسألة التفاهم على رئيس للجمهورية.
وتؤكّد أنّ الملف اليمني أساسي في بلورة صورة أي تهدئة، فهل سيبقى التصعيد قائماً هناك، أم سيتجه الأمر نحو التهدئة؟ وإذا اتجه نحو التهدئة فيعني ذلك أن هناك بداية بحث وحوار بين الأطراف الخارجية الراعية للأطراف الداخليين. وشرط الخليج هو التهدئة في اليمن. كذلك هناك ملف البحرين الذي يبدو أنّه يتّجه الى التهدئة الى حدّ ما في هذه المرحلة.
أمّا الوضع السوري فيُنتظر أن تتم إعادة بحث أميركي روسي بإطلاق العملية السياسية بعد نحو شهر. الآن أهم ما في الملف السوري دولياً هو محاربة الإرهاب التكفيري، وفي ضوء الضربات خلال الشهر الأول ستتضح صورة الوضع السوري، وبعد ذلك سيتضح مصير الملف اللبناني.
الملف اللبناني ليس في أجواء مواجهة الآن، وهناك كلام بين الأطراف الداخليين يدور في أجواء التهدئة الخارجية، والأطراف اللبنانيون يمكنهم عدم انتظار الخارج لإيجاد تفاهم ما في بينهم حول الرئيس.كما يمكن لهم ألا يتفاهموا أو يتقاربوا في المواقف مهما كانت الأجواء الإقليمية متقاربة، أي أن الداخل يمكنه مقاومة أي تفاهم خارجي إن أراد ذلك، كما أنّه من الممكن ألا يتفاهم الإقليميون أنفسهم حول لبنان وقضايا المنطقة، على الرغم من أجواء التهدئة الحاصلة.
إلا أنّ المصادر تجزم بأن إيجاد حل للملف الرئاسي اللبناني لن يكون في وقت قريب، لأن أي حل له مرتبط مباشرة بتفاهم إقليمي كبير، وهذا غير موجود حالياً. ومثل هذا التفاهم يذلل كل الصعوبات. الآن هناك بداية تهدئة، في إطار تفاهم مبتدئ. وهذا يساعد كثيراً ويخلق أجواء أفضل، إنما الحل لا يأتي إلا عبر التفاهم الكبير.
وتشير هذه المصادر، الى ضرورة انتظار نتائج الانفتاح السعودي ـ الإيراني وانعكاساته على حلحلة الوضع اللبناني. لكن ليس من توقعات بأن التأثير سيكون سريعاً وعاجلاً.