IMLebanon

“السفير”: الكنيسة تطالب الاعتدال الإسلامي بـ”صوت أعلى”

bkerki

 

نقلت صحيفة “السفير” عن احد الاساقفة الذين شاركوا في اجتماع مجلس المطارنة الاخير جملة أسئلة تعبّر عن قلق موجود لدى المرجعيات الدينية المسيحية، تجاه ظاهرة الارهاب التي تجتاح المجتمعات العربية، مؤكداً ان هذه الاسئلة «مشروعة»، وان بالغت في محاولة قراءة ما بين سطور البيان. فالكنيسة لا توارب في مواقفها. هي تلتزم بتعاليم من قال «لتكن كلمتكم نعم نعم، ولا لا». من هذا المنطلق ناشدت المراجع الاسلامية المعتدلة والتي تعرفها وتشاركها في الكثير من الخيارات الوطنية والقيم الانسانية والاخلاقية والايمانية، ان تُعلي صوت الاعتدال والانفتاح وقبول الآخر والتلاقي والاختلاف تحت الثوابت الوطنية».

لا يخفي الاسقف “قلقاً نلمسه لدى الكثير من الناس من غلبة ضجيج الإرهابيين وضوضائهم، ولو كانوا قلة، على أصوات العقلاء والمعتدلين ولو كانوا أكثرية. نحتاج اليوم الى ان ترفع الاكثرية صوتها، فلا تأخذ الأقلية الدين الاسلامي فكراً وسلوكاً وأسلوب حياة الى حيث لا يعود أصحاب الاعتدال انفسهم يجدون انفسهم فيه”.

من جهته، يستند احد نواب «التيار الوطني الحر» الى بيان مجلس المطارنة ليؤكد أنه لا توجد جدية على مستوى كل الطوائف في مواجهة موجة التكفير والتطرف. جميعنا مسؤولون، لكن المسؤولية الاساس تقع على كل طائفة لمعالجة التطرف والشطط في طائفتها. لذا نحن نراهن اليوم بشكل أساسي على كل المعتدلين السنة ليعكسوا، ليس فقط القيّم والاخلاق الدينية، انما العادات والتقاليد والارث المشترك الذي نتشاركه جميعا كلبنانيين. وهذا بطبيعة الحال، لا يتم بتبريرات لسلوكيات المتطرفين، ولا باحتضانهم وتشجيع خطابهم حيناً وإدانتهم لاحقاً عندما يستقوون ويحاولون خلق أجندتهم المستقلة والتصرف على اساسها”. ويضيف: “أخاف أن يكون بعض من يحملون راية الاعتدال في لبنان ساهموا بشكل اساسي بتربية الوحش صغيراً فكبر اليوم وخرج عن سيطرتهم، ولا اتفاجأ ان كانوا هم اولى ضحاياه”.

يتفهم نائب في “تيار المستقبل” كلام الاساقفة الموارنة وينتقد بشدة منطق زميله في «تكتل الاصلاح والتغيير». بالنسبة اليه «ثمة اختلاف جوهري في الخلفيات والمقاصد عند الاثنين. فالمطارنة ينطلقون من رغبة إيجابية بالعيش معاً، متساوين بالحقوق والواجبات والمواطنية. يتوجهون الى المسلمين عموماً للعمل على إبراز وجه دينهم الحقيقي وهذا مطلب حق يلقى صدى طيباً في كل الاوساط. اما في «التيار» فهناك تطرف مقبول وآخر منبوذ، تماماً كما ان هنالك قتلاً مبرر وآخر مدان”.

ويقول: “نحن نقر أن رفع صوت الاعتدال والشراكة الوطنية يكون أولاً من المسلمين. لكن ذلك يحتاج الى ارضية وطنية. الى مساواة بين كل المواطنين. فلا احد فوق القانون. يحتاج ذلك الى انماء متوازن، فلا صيف وشتاء فوق سطح واحد. لا مصادر وموارد مالية غير مرئية لفئة او حزب او طائفة”.

يستفيض النائب «المستقبلي» في شرح الوقائع ليخلص إلى أن “اغلبية السنّة في لبنان أهل تسامح واعتدال، لكن المشكلة في اعتلال صحة مفاهيمنا الوطنية والمشتركات التي ننطلق منها لنواجه كل تطرف”.