رتفعت أسعار الأضاحي في اليمن هذه السنة بسبب الأزمة التي عصفت به في آب (أغسطس) والمواجهات المسلّحة التي اندلعت في أيلول (سبتمبر) بين الحوثيين من جهة، ووحدات من الجيش ومسلّحين قبليين من جهة أخرى، في الأحياء الشمالية من صنعاء والتي سيطر بعدها الحوثيون على العاصمة صنعاء.
وبدأت أسعار الأضاحي من 30 ألف ريال يمني (139.5 دولار) للأغنام والماعز، ومن 130 ألفاً (604.6 دولار) إلى 250 ألفاً (1162.7 دولار) للعجول والأبقار. وأطلقت «المؤسسة الاقتصادية اليمنية» التابعة لوزارة الدفاع، مشروع بيع أضاحي العيد للمواطنين في مراكز البيع التابعة للمؤسسة في أمانة العاصمة والمحافظات.
وقال المدير العام للمؤسسة ياسر الحرازي إن المؤسسة «استوردت كميات كبيرة هذه السنة من الأغنام من القرن الأفريقي وبأحجام وأوزان مختلفة وبأسعار مناسبة، وأتاحتها للبيع بمراكزها في المحافظات لتكون في متناول المستهلكين، وبما يساهم في القضاء على جشع التجّار وكسر مغالاة بعض تجّار الأغنام في السوق المحلية، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل عام».
ولفت إلى أن المؤسسة «استحدثت مركز بيع ثانياً للأضاحي في صنعاء ليرتفع عدد المراكز التابعة لها في العاصمة والمحافظات إلى 25». وأكد أن المؤسسة «ستحرص على تأمين اللحوم بأنواعها في مراكزها المعتمدة في العاصمة والمحافظات خلال أيام العيد وبأسعارها المحدّدة، سعياً منها إلى تأمين حاجات المواطنين بجودة ممتازة وبأسعار مناسبة، وبما يحقق الاستقرار التمويني العام في السوق المحلية».
وأعلن الحرازي أن عملية البيع «لن تقتصر على البيع المباشر للمواطنين فقط بل أيضاً عبر البيع الآجل، وبأقساط ميسّرة لجميع موظّفي الجهاز الإداري والقطاعين العام والمختلط الراغبين في الشراء من مراكز البيع التابعة للمؤسسة، بما يخفّف العبء عنهم ويمكّنهم من تلبية حاجات العيد لأسرهم». واعتبر أن ذلك يأتي «ترجمة لأهداف المؤسسة الاقتصادية للمساهمة في توفير حاجات المواطنين بأسعار مناسبة وتأمين حاجات الأسواق المحلية من المنتجات المتنوعة».
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لحظائر المؤسسة نحو 15 ألف رأس من الأبقار، و100 ألف رأس من الأغنام موزّعة على المحافظات.
وعزا متخصصون ارتفاع أسعار الأضاحي المحلية إلى النقص المتزايد في أعدادها، في مقابل انخفاض متوسط أسعار المواشي المستوردة من دول القرن الأفريقي (الصومال، إثيوبيا، جيبوتي)، والتي تراوح بين 22 ألف ريال (102.3 دولار) إلى 25 ألفاً (116.2 دولار).
وأشارت إحصاءات الثروة الحيوانية في اليمن لعام 2013، إلى أن «عدد الضان 9.5 مليون رأس، والماعز 9.2 مليون رأس، والأبقار 1.7 مليون رأس، والإبل 454 ألفاً. وتصل كمية اللحوم الحمراء إلى 185.7 ألف طن وبقيمة 332.6 بليون ريال، واللحوم البيضاء (الدواجن) 166.1 ألف طن قيمتها 144.6 بليون ريال. كما استورد اليمن 114 ألف طن من اللحوم ومنتجاتها والدواجن بما قيمته 103 بلايين ريال».
وأفادت الإحصاءات بأن اليمن «يستهلك سنوياً أكثر من 400 ألف طن من اللحوم المحلية والمستوردة، وتبلغ قيمتها 450.7 بليون ريال».
وكان تقرير «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2014»، الصادر أخيراً عن الأمم المتحدة، أشار الى إن عوامل الصراع والتدهور الاقتصادي، وانخفاض الإنتاجية الزراعية والفقر، جعلت من اليمن واحداً من أكثر البلدان معاناةً من انعدام الأمن الغذائي في العالم. وأشار إلى أن الحكومة «تهدف إلى خفض الجوع بمقدار الثلث بحلول عام 2015، وشمول 90 في المئة من السكان بمظلة الأمن الغذائي بحلول عام 2020، واحتواء المعدّلات الحرجة الحالية لسوء التغذية في صفوف الأطفال، على الأقل بمعدل نقطة مئوية سنوياً».