شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على أن “ما نشهده اليوم من فظائع بإسم الدين دليل على أن الذين يقومون بذلك ما عرفوا من الإيمان إلا إسمه”، وقال: “واقعون بين الفتنة والمحنة، فالفتنة تدفعنا بإتجاه التجاوزات والاعتداءات والمحنة تتمثل بالصراع الداخلي”.
المفتي دريان، وخلال خطبة عيد الأضحى من مسجد محمد الامين في وسط بيروت، أشار الى أن “الضالين والتائهين وحملة السلاح على الناس يريدون أن نفعل مثلهم وان نغادر سلامة الدين والوطن الى اصطناع العصبيات”، معتبرا أن “الصبر في ظروف الفتنة تضحية كبيرة”.
ودعا دريان الى “إصلاح الحياة السياسية والوطنية والاجتماعية، والاصلاح في المؤسسات ونوعية ومستوى الاداء وفي الشأن الديني والثقافي، وهو مسؤولية علينا، ونحن بحاجة الى الاصلاح في التعليم الديني والمعاهد والمؤسسات الخيرية والقيام باعمال الخير والاحتساب، وهذه ليست خاصة بالشان الديني وتتطلب مشاركة من المجتمع العام”.
كما دعا الى “المساواة المطلقة بين الدين والدين وبين الفرد والفرد والشعب والشعب واذا ابا الاخرون فذلك لا يعني العداوة بل السير بدعوة التعارف والخير والوحدة هي من القوة والاقناع فالإستجابة ستحصل مهما تأخرت”، مشيرا إلى أن “التعارف في الدين هو تعارف بالعيش المشترك مع المواطنين وسائر البشر بالامن والعدال والمساواة سعيا ومشاركة واندفاع”، مضيفا: “فلنندفع باتجاه المودة والتواصل والتعارف في الحياة الوطنية والعامة”.
وقال: “يجب أن يشعر شبابنا بالرعاية والاحتضان وأن يوفر لنا المجتمع الثقة والامكانات، فنحن مسؤولون أمام شبابنا والمجتمع قبل القوى العسكرية والامنية وعلينا أن نعطيهم عنايتنا ليعطونا ثقتهم ولا يجب أن نتركهم للاهمال والمخاطر ونحن نشكو من الإنشقاقات والقصور في إنفاذ رسالة الرحمة”، لافتا الى أن “ديننا مهدد من الداخل مثلما هو مهدد من الاستهداف الخارجي واوطاننا مهددة من الداخل بسبب الإنقسامات ودولنا مهددة من الداخل بقدر التهديد الخارجي”.
وقال: “إن الاصلاح ضرورة قصوى، فلنبقى على طريق الاصلاح لنخرج من الفتنة والمحنة ونسير بدعوة التوحيد والوحدة والعمل الصالح”، مضيفا: “يجب أن لا ننسى أن هناك عائلات أولادهم اسرى ومعرضون للقتل ونأمل أن يعودوا الى اهلهم سالمين معافيين وأن يرحم الله اولئك الذين قتلوا”.