إيفا الشوفي
لم تنجح منظمات الأمم المتحدة في تجنّب ما دأبت على التحذير منه طوال الأشهر الماضية. نقص التمويل أصبح واقعاً لا بدّ من التعامل معه بعدما «تعب المانحون» من صرف أموالهم لمدة 3 سنوات على أزمة يتوقّع أن تطول.
أول المتأثرين بهذا النقص هو برنامج الأغذية العالمي، إذ أعلنت الأمم المتحدة أول من أمس خفض قيمة مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40% في كل دول اللجوء من لبنان، تركيا، الأردن، العراق ومصر.
مع بداية هذا الشهر، تقلّص تمويل البرنامج في لبنان بنسبة 33% ولا يُعرف ما الذي سيحصل في الأشهر القادمة؛ لا أحد يستطيع الإجابة عمّا إذا كان التمويل سيستمر في التراجع أو سيتحسّن، فذلك مرتبط بتبرعات المانحين. إذا كان أول المتأثرين هو برنامج التغذية العالمي، فإن أول من سيعيش هذه المأساة هم اللاجئون أنفسهم، حيث انخفضت قيمة البطاقات الإلكترونية المخصصة لتأمين الغذاء التي يوزعها البرنامج في لبنان من 30 دولاراً للشخص الواحد في الشهر إلى 20 دولاراً؛ يعتمد البرنامج سياسة تخفيض القيمة مقابل شمل الجميع. سيُبقي البرنامج على مساعدة الوافدين الجدد من سوريا الذين لم يتم تسجيلهم بعد، لكن ستنخفض الحصص الغذائية المقدمة لهم. المأساة الكبرى يعيشها من لجأ مرتين: أولاًً من فلسطين ثم من سوريا. اللاجئون الفلسطينيون من سوريا لن يحصلوا بعد اليوم على أي مساعدات من برنامج الغذاء العالمي لأنهم ليسوا سوريين، وبالتالي هم أول المستثنين من المساعدات المخصصة للاجئين السوريين. تعلن المتحدثة باسم البرنامج في لبنان ساندي مارون أنه إلى اليوم لا يوجد أي خطة من قبل «الأونروا» لمساعدة هؤلاء. تلفت مارون إلى أن النقص بالتمويل لشهر تشرين الأول في لبنان هو 23،5 مليون دولار، أما النقص في التمويل للأشهر الثلاثة المتبقّية من السنة فهو 95،5 مليون دولار. تأثيرات هذه التخفيضات متعددة؛ أبرزها على الصعيد الغذائي إذ ستقل الحصص الغذائية الأساسية وستتراجع نوعية الطعام، ما سيؤثر على صحة اللاجئين. الدراسة التي قام بها البرنامج تشير إلى أن كل شخص بحاجة يومياً إلى 2100 سعرة حرارية، وبالتالي فإن 30 دولاراً بالشهر، أي دولار باليوم كافٍ لتأمين هذه السعرات في حال شراء المواد الأساسية وهو ما يقوم البرنامج بنشر الوعي حوله في ما يتعلق بالأغذية المفيدة. أما الآن بسبب النقص، فسيحصل الشخص على 1565 سعرة حرارية في اليوم فقط، ما سيؤثر على نمو الأطفال بشكل خاص، ما عدا زيادة الضغوط الإجتماعية داخل مجتمعات اللاجئين.