تواصل الولايات المتحدة زيادة إنتاجها اليومي من الخام بما يجعلها تقترب من لقب أكبر منتج للنفط في العالم، مهددة بذلك عرش المملكة العربية السعودية التي ظلت متربعة عليه من دون منازع منذ بداية التسعينات. وبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط والمشتقات الأخرى إلى مستوى مقارب لإنتاج المملكة العربية السعودية في شهري يونيو وأغسطس مسجلة 11.5 مليون برميل يومياً، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وتوقعت الوكالة في تقريرها المنشور بصحيفة «فايننشال تايمز» أن يتجاوز الإنتاج الأميركي الشهر الجاري، لأول مرة منذ 1991، إنتاج المملكة السعودية، إذا ما استمرت على نفس معدلات الزيادة في الضخ اليومي.
ومن جانبها، شددت الرياض على أن صعود إنتاج الولايات المتحدة لا ينتقص من دور المملكة الحاسم في أسواق النفط، لاسيما مع امتلاكها القدرة على زيادة إنتاجها بمقدار 2.5 مليون برميل يومي عند الحاجة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
وعلى الرغم من امتلاك السعودية لطاقات إنتاج فائضة، إلا أن الولايات المتحدة لديها ما يقرب من مليون برميل يومي من الطاقة الحيوية، والتي كان لها دور كبير في تحقيق استقرار معنوي بسوق الطاقة الدولي، لاسيما مع نمو البدائل الأخرى للوقود التقليدي.
وذلك فيما امتص صعود إنتاج الولايات المتحدة أثر التوترات الأمنية وانعكاساتها على إنتاج اثنتين من أكبر الدول المنتجة للنفط بالعالم وهما ليبيا والعراق. وهو ما ظهر بوضوح على انخفاض أسعار الخام خلال العامين الماضيين على الرغم من اشتعال الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وأخيراً التوترات الروسية الأوكرانية.
وسجلت الولايات المتحدة زيادة في الإنتاج تجاوزت الـ3.5 ملايين برميل يومياً من النفط، وهو ما رفع المعروض العالمي ليغطي حجم الطلب، والذي يشهد انخفاضاً نسبياً لتباطؤ اقتصادات بعض أهم الدول المستهلكة ومنها الصين.
وللتقدم التكنولوجي وتقنيات التكسير الهيدروجيني والحفر الأفقي الفضل الأكبر في تمكن الولايات المتحدة من استغلال حقول ولاية تكساس وداكوتا الشمالية، والتي ظلت معطلة فترات طويلة نتيجة اعتبارها غير اقتصادية.
وقد أدى ارتفاع الإنتاج إلى تقليل فجوة العجز التجاري الأميركي في مجال الطاقة من خلال خفض الواردات، وهو ما دفع لموجة من الاستثمارات في قطاع البتروكيماويات والصناعات الأخرى.