Site icon IMLebanon

قاطيشا: الهبة الايرانية مجرد بيع موقف مغلّف بالتقيّة

 

اعتبر مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، ان الحكومة اللبنانية ملزمة برفض المنحة الإيرانية للجيش اللبناني، وذلك لأسباب سياسية وعسكرية متعددة.

ومن الأسباب السياسية، خضوع ايران لعقوبات غربية وعربية تمنع خروج لبنان عن مقتضياته اسبابا ونتائج، ووجود حرب باردة بين مصر ودول الخليج العربي من جهة وإيران من جهة ثانية تفرض على الدولة اللبنانية التضامن مع اشقائها العرب التزاما منها بالتوجه العربي العام وبعضويتها في الجامعة العربية، بالاضافة الى انغماس ايران كرأس حربة في الصراع السوري بشكل معاكس للإدارتين العربية والدولية.

اما الاسباب العسكرية المانعة لقبول الهبة فتكمن في عدم إثبات اي فاعلية للسلاح الايراني في اي دولة من العالم وهو ما تأكد في العديد من المحطات الحربية، واستعمال لبنان للسلاح الايراني سيفرض على الجيش اللبناني تغيير عقيدته القتالية التي نشأ عليها منذ اكثر من سبعين سنة لتتماهى والعقيدة القتالية الايرانية، والأخطر إرسال ضباط لبنانيين الى طهران للتدرب على السلاح الجديد غير المألوف لديهم، حيث ستبدأ عمليا وفعليا لعبة دس السم في المؤسسة العسكرية.

قاطيشا، وفي تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، لفت الى ان توقيت الهبة الايرانية تشوبه علامات استفهام كبيرة، اذ يمكن ترجمة المنحة بأنها محاولة للالتفاف على المكرمة السعودية للجيش اللبناني، معتبرا من جهة ثانية انه اذا كانت ايران تحرص فعلا على دعم الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب وتضمر له النوايا الحسنة، ما عليها إلا ان تعتمد خيارا من اثنين: اما ان تحذو حذو المملكة العربية وتمنح الجيش هبة نقدية تمكنه من اختيار ما يريده من الاسلحة والاعتدة التي تتناسب وعقيدته القتالية، وإما ان تختصر المسافات والوقت من خلال تسليم سلاحها المتواجد في مخازن “حزب الله” الى المؤسسة العسكرية، بما يسمح لها وللحكومة اللبنانية باستعادة قرار الحرب والسلم، مؤكدا في المحصلة ان الهبة الايرانية ما هي إلا مجرد بيع موقف مغلف بالتقية، الهدف منه محاولة لتسويق ايران بأنها داعمة للجيش والشرعية اللبنانية، فيما مهمة سلاحها مع “حزب الله” تتناقض وما اعلنه امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني.

كما أشار قاطيشا الى ان دفاع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل عن لقائه مع وزير خارجية سوريا وليد المعلم، تحت عنوان العلاقة الديبلوماسية، ما هو الا دفاع طبيعي بين الحلفاء خصوصا بين اعضاء ما يسمى زورا بمحور الممانعة، مشيرا الى ان ما فات باسيل هو ان اصرار قوى “14 آذار” واستماتتها سابقا لإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا اتى قبل اسقاط عضوية سوريا من الجامعة العربية، معتبرا بالتالي ان باسيل معذور على مواقفه التي ما اعتاد يوما الا ان يطلقها بعيدا عما تقتضيه المصلحة اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا.