أعربت مصادر مواكبة لمجريات الامور عن اعتقادها بأن الوضع اللبناني عموما والامني خصوصا بلغ الخط الاحمر المرسوم دوليا والممنوع تجاوزه، لما قد يتسبب به من تداعيات على مستوى المنطقة ككل وبات يحتم تدخلا اقليميا او دوليا لا فرق، لوضع حد للانحدار العمودي نحو الهاوية، وهو ما اكدته مضامين تقارير دبلوماسية رفعها اخيرا عدد من سفراء الدول الاجنبية المعتمدين في لبنان متضمنة عرضا للواقع الذي لم تتوان عن وصفه بالخطير ودعوة لضرورة حسم ملف الرئاسة وحض القادة اللبنانيين على ازالة العراقيل الحائلة دون انجازه، مؤكدة ان اكتمال عقد السلطة بات واجبا في اسرع وقت لضمان عودة الامن وحسم الكثير الكثير من القضايا المتصلة بشؤون سياسية واقتصادية واجتماعية.
وما الموقف الذي اطلقه الرئيس سعد الحريري من قصر الاليزيه بعد محادثات اجراها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سوى الدليل الى الاتجاه لتسريع وتيرة انتخاب رئيس للبلاد. اذ شدد على ان انتخاب رئيس للجمهورية يبقى الاولوية “واذا ارادوا اجراء انتخابات نيابية فلتكن من دون تيار المستقبل”.
وفي حين وصف الحريري المحادثات بالجيدة جدا، قالت مصادر متابعة لـ”المركزية” ان وجهات النظر كانت متطابقة الى حد بعيد في مختلف ملفات البحث وان الانتخابات الرئاسية في لبنان شكلت محور نقاش بارز تم خلاله التأكيد على ضرورة اجرائها في اسرع وقت، لتعبيد طريق حلول سائر الملفات واعادة دورة الحياة الدستورية الى طبيعتها. وشرح الحريري أسباب العرقلة وما يحول دون انتخاب رئيس حتى الساعة.
واوضحت المصادر ان الحريري الذي كان اجرى محادثات مع عدد كبير من القادة اللبنانيين آخرهم الرئيس امين الجميل اخذ على عاتقه مهمة التواصل مع هولاند، ونجح في اقناع فرنسا بالعودة الى لعب دورها الفاعل في لبنان كما تمكن من تحريك هبة المليار دولار والثلاثة مليارات السعودية وعبر عن ذلك بقوله ان لا عراقيل والكثير من الامور انجزناها وسيصار الى الاعلان عنها خلال اسبوع او عشرة ايام وستبدأ المعدات بالوصول الى لبنان في اسرع وقت. اما هبة الثلاثة مليارات فان المسألة انجزت بين السعودية وفرنسا وتتقدم في الاتجاه الصحيح.
وليس بعيدا، كشفت مصادر سياسية لـ”المركزية” عن مسعى غربي لارساء صيغة حل للازمة السورية من شأنه اذا ما وصل الى خواتيمه المرجوة ان يدفع معه الحلول اللبنانية قدما. وقالت انه يرتكز على امهال الرئيس بشار الاسد لفترة معينة قبل تقسيم سوريا الى اقاليم على الطريقة العراقية، مشيرة الى اهمية الزيارة المرتقبة لوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى المملكة العربية السعودية على مآل الاوضاع في لبنان.