Site icon IMLebanon

حيل التكنولوجيا تعجز عن الترويج لقروض السيارات واسترجاعها من المقترضين المتعثرين

FinancialTimes
تريسي ألووي

تدخل سيارتك، وتدير مفتاح التشغيل لكن لا يحدث شيء، إذ تتضايق من عدم قدرة سيارة الكرايزلر الصغيرة، وفجأة تتذكر أنك أهملت دفع فاتورة قرض سيارتك للشهر الماضي.
في مكان ما، الجهة التي أقرضتك النقود تماماً تقلّب مفتاحا كهربائيا عن بُعد حتى تتعطل قدرتك على تشغيل المحرك، وإذا لم تدفع قريباً، ستأتي قريباً لأخذ سيارتك. والرجل الذي سيتم إرساله لاسترجاع السيارة ويطرق على بابك بصوت عال، سيكون روبوتا بلا قلب.
هذا هو سيناريو الكابوس الذي بيّنته مقالة “نيويورك تايمز” الأخيرة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة، لاسترجاع السيارات من المقترضين المتعثرين. من خلال استخدام أنظمة تحديد المواقع لتعقب سيارتك، أصبح المُقرضون الآن قادرين على تعطيلها عن بُعد (نأمل ألا يكون ذلك أثناء القيادة، على الرغم من أن هناك نقاشا حول هذا)، في حال تم تفويت المدفوعات.إلى جانب مسائل الخصوصية والسلامة الواضحة، هناك عنصر آخر، ضار بالقدر نفسه – ليس فقط أن الرجل الذي يسترجع سيارتك هو رجل آلي نزيه يشبه البشر، لكنه حين ينتزع منك وسيلة النقل، فإن هذا في نهاية المطاف هو لخدمة المصرفيين والمستثمرين الجشعين.
المقالة تُشير إلى حلقة ردود فعل بين وول ستريت واستخدام ما يسمى “مُشغّل تكنولوجيا التعطيل”. المستثمرون التوّاقون للأرباح يطالبون بالأوراق المالية المدعومة بأصول قروض السيارات (ABS)، أو السندات التي تجمع بين قروض السيارات التي تم منحها إلى المقترضين من غير ذوي الملاءة، في سعيهم للأصول ذات العوائد المرتفعة.
هذا الطلب قد ساعد على إثارة طفرة إقراض وبيع الأوراق المالية المدعومة بأصول رهن السيارات بلغت 17.4 مليار دولار حتى الآن هذا العام – وهي في سبيلها لتصل إلى أعلى إصدار سنوي منذ عام 2006.

مقرضو ديون السيارات مثل سكوبوس وبيليكان أوتو فايننس يقدمون الآن قروض السيارات إلى جانب الشركات الأكثر رسوخاً، مثل آلي فايننشال وسانتاندر كونسيومر في الولايات المتحدة.

استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تسمح للمُقرضين باسترجاع السيارات ينبغي أن يكون، من الناحية النظرية، ذا آثار بعيدة على الأصول الناتجة. لا يزال المستثمرون يحصلون على عائدات مثمرة – حيث يشترون شرائح من القروض التي تم منحها مقترضين من غير ذوي الملاءة – لكن إذا حصل الأسوأ فإن المُقرضين يحصلون على أداة أنيقة وخالية من المتاعب، لجمع الضمانات وتقليل الخسائر. من الناحية النظرية، ينبغي لمستويات الانتعاش للمستثمرين في الأوراق المالية المدعومة بالأصول أن تزيد. الطفرة في مبيعات الأوراق المالية المدعومة بأصول قروض السيارات كانت بارزة، لكن من غير المرجح أن يكون لهذا النمو الكبير في المبيعات، علاقة كبيرة مع اعتماد التكنولوجيا الحديدة لتعطيل السيارات.توصل بحث نشره دويتشه بانك هذا الأسبوع إلى أنه، من صفقات الأوراق المالية المدعومة بأصول قروض السيارات التي دخلت إلى السوق هذا العام، هناك اثنتان منها ذكرتا استخدام نظام تحديد المواقع في توثيق صفقاتها، ولم يتحدث أي منها عن مُشغّل تكنولوجيا التعطيل. إذا كانت الجهات المانحة لقروض السيارات في أمريكا تشغّل هذه التكنولوجيا، فإن المصرفيين والمستثمرين في وول ستريت بالتأكيد لا يتحدثون عنها.

إنه إغفال غريب. في مكان ما بين التجّار الذين يبيعون السيارات المزودة بمُشغّل تكنولوجيا التعطيل، وموافقة المُقرضين على تمويل عمليات الشراء والقروض اللاحقة التي يتم تجميعها في سندات ومن ثم بيعها، فإن الكشوفات والنقاشات عن استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة مفقودة. غالباً ما كانت وول ستريت يملك علاقة حب وكراهية مع التكنولوجيا؛ ما لم تكُن هناك أداة جديدة لامعة ستزيد الأرباح، فليس هناك حافز يذكر لإنفاق المال الذي يدفع التغير التكنولوجي. تداول السندات هو مثال على ذلك – لأعوام قاومت أكبر المصارف في وول ستريت الانتقال إلى التداول الإلكتروني في سوق سندات الشركات. ولا تزال عمليات تداول سندات الشركات الكبيرة تتم بشكل كبير عبر الهاتف، حيث هناك القليل من شفافية السعر قبل التداول بالنسبة للمستثمرين، لكن الكثير من فرص التجارة الرابحة بالنسبة للمصارف التي ترتب عملية التداول. بعبارة أخرى، في بعض الأحيان يمكن تحقيق ربح من الخوف من التكنولوجيا في وول ستريت.أما في حالة مُشغّل تكنولوجيا التعطيل والأوراق المالية المدعومة بأصول قروض السيارات، فيبدو غريباً أنه لا يزال على وول ستريت خوض الابتكارات التكنولوجية التي قد يبدو أنها تجلب الأرباح. السبب الأكثر ترجيحاً لكون المصرفيين بطيئين في الاستفادة من الأداة المبتكرة لتعطيل السيارة القائمة على نظام تحديد المواقع هو أنها، في السوق الحالية، أمر غير ضروري إلى حد كبير. إقبال المستثمرين على الأوراق المالية المدعومة بأصول قروض السيارات هو بالفعل قوي بحيث يمكن القول إن المسألة الرئيسة في السوق باتت هي العرض – وليس الطلب. عدد قليل من المستثمرين يبدو قلقاً من مستويات الانتعاش في هذه المرحلة من اللعبة.العائق الأكبر لتحقيق المزيد من النمو لسوق مزدهرة هو في الواقع تشجيع المزيد من الناس، للحصول على القروض لتمويل عمليات شراء سيارة دودج ماجنوم وما يشبهها. الرجل الآلي الذي يسترجع السيارة ببساطة، يجعل المهمة البغيضة لاسترجاع السيارة أكثر فاعلية للمُقرضين – ودون شك أكثر إثارة للقلق لدى المقترضين.