أعلن مصدر قريب من “حزب الله” لوكالة “رويترز” أن عشرة من مقاتلي الحزب قتلوا خلال الاشتباكات التي دارات الأحد في جرد بريتال. وهو واحد من أكبر أعداد القتلى التي يفقدها الحزب في اشتباك منذ مشاركته في القتال الدائر في سوريا.
صحيفة “النهار” ذكرت أن تكبد “حزب الله” خسارة بشرية هي الأعلى في مواجهة واحدة منذ انخراطه في القتال في سوريا لم يكن إلا دليلاً على تطوير التنظيمات الارهابية أساليبها القتالية وتمكنها من نقل المواجهة من جرود عرسال الى جرود بريتال في رسالة دامية مباشرة الى الحزب بما يعني ان الواقع الميداني بات مفتوحاً على احتمالات تمدد المعارك ربما الى مناطق مختلفة من الجبهة الشرقية ومحاولة إحداث “دفرسوارات” عدة تباعاً.
من جهتها، أوضحت مصادر أمنية موثوقة لـ”السفير” أن المجموعات المسلحة نفسها كانت قد شنت قبل عشرة أيام هجوما مماثلا على بعض المراكز في المنطقة نفسها، وسعت للنزول إلى بلدة عسال الورد، لكن تم إفشال الهجوم.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الهجوم سبقته أيضا محاولات عدة في الأسابيع الأخيرة من قبل مجموعات إرهابية متمركزة في جرود القلمون وعرسال يقدر عددها بنحو ثلاثة آلاف مسلح بقيادة أمير «النصرة» في القلمون المدعو أبو مالك التلي، وذلك في اتجاه خطوط حدودية أمامية محصنة وحساسة يسيطر عليها الجيش السوري و”حزب الله”.
وقالت المصادر إن المسلحين لن يتوقفوا عن محاولة اختراق الطوق المفروض عليهم في جرود القلمون وعرسال، وبالتالي أمامهم خيارات متعددة:
إما الذهاب في اتجاه القلمون السوري، وهذا خيار فاشل بسبب إغلاق الجيش السوري وحزب الله كل المنافذ أمامهم. وإما تكرار محاولة اقتحام جرود بريتال، أو القيام بمحاولات إشغال في أماكن متعددة بدءًا من شبعا والعرقوب والبقاع الغربي (مجدل عنجر) عبر بعض الخلايا، وصولا إلى الشمال لا سيما في طرابلس، وكذلك إلى الداخل وخط الساحل جنوبا.
كذلك، محاولة التركيز على بعض النقاط الرخوة والضعيفة، لا سيما في القاع ورأس بعلبك لتوجيه ضربات، وشن هجمات على قرى تلك المنطقة. والاحتمال الخامس، وهو الأخطر والأرجح، وهو محاولة تكرار غزوة عرسال خصوصا أن قائد الجيش العماد جان قهوجي توقع صراحة قبل أيام قليلة عودة المواجهات مع المجموعات المسلحة في عرسال .
ومع تطورات جرود بريتال، كشف مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ”السفير” أن البطريرك الماروني بشارة الراعي، وعشية سفره إلى الفاتيكان، ردد أمام حلقة ضيقة في الصرح البطريركي في بكركي أنه لو سئل المسيحيون في لبنان اليوم عن رأيهم بما يجري من تطورات، لرددوا جميعا أنه لولا “حزب الله” لكان “داعش” قد أصبح في جونيه”.