IMLebanon

“الركود” الاقتصادي وازمة اوكرانيا يثيران قلق صندوق النقد الدولي

russia---ukraine

بدا صندوق النقد الدولي الثلاثاء اكثر تشاؤما حيال الاقتصاد العالمي مخفضا توقعاته لمعدلات النمو بسبب مخاطر التوترات في اوكرانيا والشرق الاوسط ومخاوف من “ركود” في بعض الدول الغنية.

ومثل العام الماضي يتوقع ان يسجل اجمالي الناتج الداخلي العالمي تقدما بنسبة 3,3% عام 2014 مع تراجع بنسبة 0,1 عن توقعات تموز ليرتفع من جديد ولكن باقل من المتوقع عام 2015 ( 0,2 نقطة ليصل الى 3,8%) حسب التوقعات الجديدة لصندوق النقد الدولي.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في الصندوق اوليفيه بلانشار ملخصا الوضع ان “الاقتصاد العالمي في حالة محافظة على التوازن” موضحا انه “يتعين من جهة على الدول ادارة تركة الازمة المالية العالمية ابتداء من ثقل عبء الدين وصولا الى ارتفاع معدل البطالة في حين انها من جهة اخرى تواجه مستقبلا غير واضح”.

واعتبر الصندوق ان التوترات الجيوسياسية “المتنامية” في اوكرانيا والعراق وسوريا وغيرها تزيد من صعوبة هذه المهمة مبديا تخوفه من “اضطراب” في حركة التزود بالغاز ومن ارتفاع في اسعار النفط في حال تصاعد الصراع بين اوكرانيا وروسيا او تفاقم النزاع مع تنظيم الدولة الاسلامية.

وحذر الصندوق في تقريره نصف السنوي الذي نشره تمهيدا لعقد جمعيته العمومية في واشنطن “حتى الان فان تاثير التوترات الجيوسياسية يبدو محصورا في المناطق المعنية لكن هناك مخاطر ملموسة من اضطرابات اوسع”.

بالنسبة لباقي مناطق العالم واصل الصندوق التشديد على “هشاشة” النمو العالمي وايضا على طابعه “المتفاوت” حسب الدول.

واذا كانت الولايات المتحدة ستبقى صاحبة “الدور الاكبر” في الانتعاش الاقتصادي (2,2% متوقعة هذا العام) فان دولا صناعية اخرى ستراوح مكانها وخصوصا في منطقة اليورو.

وهكذا فان توقعات النمو انخفضت هذا العام بالنسبة لفرنسا (-0,4 نقطة ليصل الى 0,4%) وايضا بالنسبة لالمانيا (-0,5 نقطة ليسجل 1,4%) نتيجة “ضعف مفاجىء”.

وحذر بلانشار من انه في حال زاد الضعف على الطلب وتجسدت مخاوف الكساد فان منطقة اليورو يمكن ان “تصبح بوضوح المشكلة الرئيسية” للاقتصاد العالمي.

وبدون الذهاب الى هذا السيناريو المتطرف فان الافاق على المدى المتوسط تبدو قاتمة بالنسبة للدول المتقدمة حيث يمكن ان “تتحول فترة طويلة من ضعف النمو الى حالة ركود” كما اشار الصندوق.

المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد حذرت بالفعل الاسبوع الماضي من فترة طويلة من الركود “المتواضع” في العالم.

في المقابل تبدو الدول الناشئة افضل وضعا مع حصولها على “نصيب الاسد” من النمو العالمي رغم استمرار وجود بعض الاوضاع الهشة وحالات التفاوت.

من جانبها لا تزال الصين، ثاني اقتصاد عالمي، محافظة على وضعها مع تاكد توقعات نموها لهذا العام (7,4%) وايضا لعام 2015 (7,1%).

الا ان الصندوق حذر من مخاطر “هبوط صعب” لهذا البلد بسبب “ثقل عبء الدين” ونمو مرتبط بشكل مفرط بالقروض والاستثمارات.

البرازيل الدولة الناشئة الاخرى الكبرى لم تستفد من تنظيم بطولة كأس العام لكرة القدم بل وسجلت اقوى تراجع من بين باقي الاقتصاديات الرئيسية في العالم هذا العام (-1 نقطة الى +0,3%).

والوضع ايضا ليس افضل بالنسبة لروسيا التي لا تزال توقعات نموها هذا العام (0,2) متاثرة بالنزاع مع اوكرانيا.

وبصورة اشمل فان الدول الناشئة ما زالت تحت تهديد تغيير سريع للاتجاه النقدي في الولايات المتحدة يمكن ان يؤدي الى “عكس اتجاه حركة الاستثمارات المالية” كما حذر الصندوق.

ففي ربيع 2013 ثم في مطلع 2014 شهدت البرازيل وتركيا وجنوب افريقيا هبوطا في سعر عملاتها الوطنية وهروبا لرؤس الاموال استباقا لرفع معدل فائدة البنك المركزي الاميركي.

وبعيدا عن هذه التحركات المالية الكبرى تراجعت توقعات النمو لافريقيا جنوب الصحراء (-0,4 نقطة ليصل معدل النمو الى 5,1%) ويمكن ان تزداد تراجعا بسبب ازمة فيروس ايبولا الذي مازال محصورا في غرب القارة.

وحذر الصندوق “اذا ما استمر انتشار الوباء وامتد الى الدول المجاورة فان العواقب يمكن ان تكون اكبر بكثير”.