توقفت الاسواق المالية اللبنانية من مصارف وبورصة ومؤسسات وساطة مالية وغيرها عن العمل امس في آخر ايام عطلة عيد الاضحى لتعاود نشاطها كالمعتاد اليوم. في غضون ذلك، تجاهل المتعاملون المعطيات التي لا تزال غير داعمة للأورو وآثروا جني ارباح على الدولار الذي كان قد لقي دعما أواخر الاسبوع الماضي من ارقام البطالة في الولايات المتحدة في ايلول والتي تراجع معدلها الى ما دون عتبة الـ6,00 في المئة من مجموع الشعب العامل، للمرة الاولى منذ ست سنوات، الى 5,9 في المئة في مقابل 6,1 في المئة في آب، بعدما تمكن الاقتصاد فيها من استحداث 248 الف فرصة عمل في مختلف قطاعاته الانتاجية غير الزراعية في مقابل 180 الفا في الفترة عينها، في تطور بات معه في حكم المؤكد ان يقدم الاحتياط الفيديرالي على رفع معدل الفائدة الاساس لديه على نحو ملحوظ اعتبارا من منتصف السنة المقبلة او قبل ذلك لاحتواء مظاهر التضخم المواكبة عادة لفترات الانتعاش الاقتصادي كما يعكسها تطور سوق العمل. ومما رجح هذا الاحتمال وقوع منطقة الاورو في انكماش الاسعار (Deflation) الذي تفاقمت مظاهره في الآونة الاخيرة بتراجع التضخم الى ما دون صفر في المئة وقت يستهدف المصرف المركزي الاوروبي رفعه الى 2,00 في المئة صعودا هذه السنة، الامر الذي يستدعي اعتماد معدل فائدة اساس لا يتجاوز صفرا في المئة وأسعار فائدة سلبية على الودائع دعما للاقتصاد، وكل ذلك بمواكبة خطة نقدية تحفيزية يتردد ان حجمها يبلغ 1000 مليار اورو على مدار ثلاث سنوات.
وسرعان ما تفاعلت الاسواق الجمعة الماضي مع هذه التطورات دافعة الاورو نزولا الى 1,25 دولار قبل ان يقفل في نيويورك بـ 1,2510 دولار، للمرة الاولى منذ سنتين ونيف.
الا ان غياب البيانات الاقتصادية الاميركية أمس عشية صدور محضر آخر اجتماع لهيئة السياسة النقدية التابعة للاحتياط الفيديرالي في 16 و17 ايلول الماضي غدا لتلمس المنحى الذي سيعطيه لسياسته النقدية حتى نهاية السنة، وخصوصا في اجتماعه الدوري في 28 و29 تشرين الأول، حمل المستثمرين امس على جني ارباح على الورقة الخضراء باعادة شراء الاورو بالاسعار المتدنية التي وصل اليها حتى بعدما تبين ان الطلبات الصناعية في المانيا هبطت امس الى ادنى مستوياتها منذ آب 2009 بنسبة 5,7 في المئة في آب الماضي داخليا ومع شركائها الغربيين بعد ارتفاعها بنسبة 4,9 في المئة في تموز الامر الذي لم يتوقف عنده المتعاملون، فدفعوا الاورو صعودا الى اعلى على 1,2675 دولار في الاسواق الاميركية قبل ان يقفل في نيويورك بـ 1,2650 دولار في مقابل 1,2510 الجمعة الماضي.
وسرعان ما تفاعلت المعادن الثمينة مع هذه التطورات دافعة أونصة الذهب الى ما فوق عتبة الـ 1200,00 دولار لتقفل بـ1207,50 دولارات في مقابل 1191,00 وأونصة الفضة بـ17,33 دولاراً في مقابل 16,85 في الفترة عينها.
وواصلت أسواق الأسهم الأوروبية تعافيها مطلع الاسبوع في ظل دلائل جديدة على أن السلطات النقدية في منطقة الأورو ستعتمد سياسة تحفيزية للاقتصاد فيها بما يساعده على الخروج في انكماش الاسعار.
وجاء الهبوط الحاد للطلبات الصناعية في ألمانيا ليرجح هذا الاتجاه بالتزامن مع ارتفاع أسعار المعادن الأساسية مثل النحاس والألومينيوم والزنك وغيرها، الأمر الذي دعم الشركات المنتجة لها بقيادة “ريو تنتو” و”بي. اتش. بي بيليتون” و”انتو فاغاستا”…
وأدى ذلك الى إقفال بورصات هذه المنطقة بارتفاع راوح بين 0,74 في المئة في مدريد و0,11 في المئة في باريس. إلا أن الأسهم الأميركية، التي افتتحت الجلسة بارتفاع، سرعان ما عانت جني الأرباح عليها منذ منتصفها في ظل تباين التوقعات للنتائج الفصلية للشركات مع انتهاء الفصل الثالث وانطلاقاً من شركة “الكووا”، عملاق صناعة الألومنيوم في العالم فأقفل مؤشرا داوجونز الصناعي وناسداك بتراجع 17,72 نقطة على 16991,97 نقطة و20,82 نقطة على 4454,80 نقطة توالياً.