سامر الحسيني
لم يمرّ عيد الأضحى هذا العام على المؤسسات التجارية والسياحية في البقـاع، كما جرت العادة في كل عام. فقد تكفـلت حركـة الاحتجاج التي يقوم بها أهالي العسكريين المخطوفين، الذين يواصلون قطع الطرق الرئيسية التي تربط البقاع ببقية المناطق اللبنانية، بشل حركة التسوق والاستهلاك، بشكلٍ كامل.
دفع هذا الوضع عشرات المؤسسات التجارية والسياحية الى الإقفال حتى في أيام العيد، وهي سابقة غير معهودة منذ تاريخ إنشاء المئات من المؤسسات التجارية التي يطلق عليها «الاستراحات»، وتنتشر على طول الطريق الدولية من ضهر البيدر الى شتورة، مروراً بالبوارج والمريجات ومكسة وجديتا.
في هذا الإطار، يقدر بعض تجار البقاع عبر «السفير» حجم التراجع في حركة الأعياد ما بين 50 إلى 80 في المئة، مع استثناء عشرات المؤسسات التي أقفلت أبوابها.
الأكثر تضرراً
يعد سوق شتورة الأكثر تضـرراً في هذا العيد، فقد خسرت مؤسساته الاستهلاكية مئات العابريـن بين البـقاع وبقـية المـناطق، وهم من الذين اعتادوا التسـوق من شـتورة، ان كان في طريـق الوصـول الى قراهـم البقاعية أو في طريق مغادرة البقاع باتجاه بيروت، اذ كانوا يعرّجـون على هـذه المؤسسات، ويتمونون من الأصناف الاستهلاكية المتنوّعة.
التراجع طال كل المؤسسات التجارية، إن كان في شتورة وجديتا والمريجات وزحلة، وإن كانت الاخيرة قد نأت ولو قليلا عن تداعيات الطريق المقطوعة في ضهر البيدر عبر طريق ترشيش التي تفتح وتقفل بين الحين والآخر، الا انها أيضا شكت من التراجع من جراء إحجام المئات من العائلات البقاعية ممن تقطن بيروت وسواها من تمضية أيام العيد في القرى البقاعية. ولم يستثنِ التراجع حتى بسطات الخضار والفاكهة التي تنتشر من شتورة إلى بعلبك، كما شمل التراجع محطات الوقود في كامل البقاع.
مستويات خطيرة
لا يُخفى أن هذا الحصار الذي يعيشه البقاع في الأسابيع الأخيرة، أتى في ظلّ أوضاع اقتصادية صعبة يمرّ بها البلد ككلّ. إلا أنّ التراجع هذه المرّة قد وصل إلى مستويات خطيرة، لا سيما أنّ أصحاب المؤسسات ينتظرون مواسم الأعياد حتّى تتحسّن الحركة. أما هذا العام، فتعاني حركة المطاعم والمؤسسات السياحية كما المؤسسات الأخرى، للمرّة الأولى في موسم العيد من تراجع حادّ، في حين كان يشكو البعض في السنوات السابقة من تخمة وزحمة في حركة الحجوزات. إنما اليوم، بقيت عشرات الطاولات داخل المطاعم من دون روادها.
إذاً، يمكن القول إنّ الأهالي لم يشعروا ببهجة العيد في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها البقاع، بحيث لا يبالغ احدٌ في وصفه بالمنكوب والمعزول والمحاصر.