لا يخفي رئيس الحكومة تمام سلام خيبة أمله من المراوحة الحاصلة في ملف العسكريين، قائلاً: “كنت شفافاً منذ بداية الأزمة، فأعلنت أنّني لا أملك عصًا سحرية، وتعهّدت ببذل كلّ المستطاع لتحرير العسكريين لكن من دون أن أعد بشيء محدّد في هذا المجال لأنّني أعلم مسبقاً أنّنا نتعامل مع مجموعات غير طبيعية وأناس مجانين لا شيء مضموناً معهم”.
وإذ رفض الإفصاح عن أية تطمينات طالما أنّها لم تصبح بعد مقرونة بنتائج ملموسة عملياً، قال سلام لـ”المستقبل” إنّ “الوسيط القطري يواصل مساعيه، ونحن نبذل كل جهد ممكن ولا ندّخر وسيلة في سبيل إنهاء هذه المحنة الوطنية على أمل في أن تثمر جهودنا قريباً، إلا أنّ السؤال الأهم يتمحور حول ما إذا كان الخاطفون جدّيين ولديهم نية فعلية في حل القضية وتحرير الأسرى”.
وفي معرض عدم استبعاده اندلاع معركة جديدة في عرسال، لفت سلام إلى أنّ كل السيناريوات أصبحت ممكنة في ظل الأساليب التي تتبعها المجموعات المسلحة في جرود عرسال ومحاولاتها المستمرة لاستباحة أراضينا، بدليل ما حصل أخيراً في جرود بريتال، حيث أشار إلى أنّ المعارك التي اندلعت قبل يومين هناك إنما كانت متوقعة نظراً لكون الإرهابيين يسعون إلى فتح كل الجبهات الممكنة مع لبنان ويعملون على اغتنام أي فرصة متاحة في سبيل تحقيق ذلك.
على صعيد منفصل، أوضح رئيس الحكومة أنّ الهبة التي أعلنت إيران عن تقديمها للجيش اللبناني ما زالت غير واضحة المعالم بعد وتحتاج إلى مزيد من التدقيق لمعرفة ماهيتها، وعلّق على ما نُقل عنه من ترحيب بهذه الهبة قائلاً: “بطبيعة الحال لا يمكنني إلا أن أرحّب بإعلان أي جهة عزمها دعم الجيش، غير أنّ هذا الموضوع لا يزال رهن الاستفسار لاستيضاح طبيعته وتحديد موقفنا منه لا سيما وأنّ قبول الهبات يحتاج إلى قرار يتخذه مجلس الوزراء.
وعمّا إذا كانت زيارة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل إلى طهران متّصلة بهذا الموضوع، أجاب سلام: “هذه الزيارة مبرمجة ومقررة منذ ما قبل الإعلان عن الهبة الإيرانية”.