يشهد مقرّ “بنك أوف نيويورك” في الولايات المتحدة يومي 14 تشرين الأول الجاري و15 منه، مؤتمر الحوار المصرفي العربي – الأميركي الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية والمخصص لـ”المصارف المراسلة”. ويشارك في الجلسات متحدّثون من كبار الشخصيات وأصحاب القرار المالي والدولي من الولايات المتحدة والعالم العربي، يمثلون مؤسسات القطاعين الخاص والعام والسلطات التشريعية والرقابية، كما يشارك فيه وفد من المصارف والمؤسسات المالية الاعضاء في الاتحاد ومجلس ادارته.
وفي هذا السياق، كشف الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح لـ”النهار” أن الهدف الاساسي لهذا المؤتمر هو توفير الخطوة الاولى نحو تأسيس منظمة عربية معترف بها دوليا من جميع المصارف العالمية وذات ثقة لدى القطاع المصرفي العالمي تعمل تحت مظلة الاتحاد هدفها الاساسي التحقق من العملاء، وتوفير المعلومات الدقيقة والمطلوبة حولهم
(Due Diligence). وهذه الخطوة ستساهم حتما في تسهيل عمل المصارف المراسلة وتحديدا تسهيل العلاقة بين المصارف العربية والاميركية وحتى بين العربية والدولية عبر تأمين الدراسات والمعلومات الخاصة بالعملاء والتحقق منهم بحسب فتوح. كذلك ستساهم هذه المنظمة في خفض التكاليف التي تتحملها هذه المصارف لاتمام عمليات التحقق المطلوبة منها، ويضيف:” للمرة الأولى تم فيها دق ناقوس الخطر حيال ملف المصارف المراسلة وأهمية وضع خطة مصرفية عربية لتنظيم عملها ضمن الاطر المالية والمصرفية كان على لسان رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه خلال اجتماع مجلس ادارة الاتحاد العام الماضي بحضور 7 دول عربية وتم حينها تبني الاقتراح، وهذا المؤتمر تأتي اليوم لوضع خارطة طريق عمل هذه المصارف”.
وأوضح ان من بين الاهداف الاساسية لهذا المؤتمر، هو التواصل والتنسيق مع المسؤولين الأميركيين لمكافحة تبييض الأموال والاطلاع على أبرز المستجدات في هذا الصدد، وتأكيد التزام المصارف العربية التوصيات الصادرة عن منظمة FATF الدولية، فضلاً عن ايجاد حلول للمشكلات التي يعانيها القطاع المصرفي. والاهم في هذا المؤتمر أنه يطلق حواراً جديداً بين القطاع المصرفي العربي والقطاع المصرفي الأميركي يساهم في وضع تصور حيال مستقبل البنوك المراسلة في بيئة تنظيمية متغيّرة والدور المتغير لهذه المصارف، بناء علاقات بين المصارف العربية ومصارفها المراسلة في الولايات المتحدة ضمن برنامج فعّال لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب، التزام النظم والقوانين المتعلقة بمكافحة العمليات غير المشروعة وانعكاساتها على النشاط الاقتصادي، كلفة التحقق ومبدأ اعرف عميلك للمصارف المراسلة مقارنة بالربح العائد من العمليات المصرفية.
والقمة تكتسب أهميتها من خلال الاهتمام الدولي والعربي، والمشاركة الواسعة، وطبيعة وأهمية القضايا المطروحة، اذ سيشارك في فعالياتها متحدّثون من كبار الشخصيات وأصحاب القرار المالي والدولي، وأبرزهم: القنصل العام نائب الرئيس التنفيذي لـ”البنك الاحتياطي الفيديرالي الأميركي في نيويورك” توماس باكستر، نائب وزير الخزانة الأميركية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب دانيال غليزر، رئيسة عمليات مكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب في صندوق النقد الدولي يان ليو (التي وصفت في العالم المالي والمصرفي الاميركي والعالمي بالمرأة الحديد)، مدير مكتب السياسات والتخطيط الاستراتيجي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب في وزارة الخزانة الأميركية اميري كوبار. وبالتزامن مع الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي ستعقد في واشنطن، ينظّم الاتحاد حفل استقبال على شرف المصارف والمؤسسات المالية العربية المشاركة في هذه الاجتماعات، مساء السبت 11 الجاري من السابعة مساءً لغاية الحادية عشرة ليلاً في فندقMayflower Renaissance Hotel يحضره المساعد الخاص للرئيس باراك أوباما للسياسة الاقتصادية سيس ويلر.