يرى مسؤول متابع ان الايام المقبلة تشكل اكبر خطر وتهديد من المسلحين للقرى البقاعية، فتجربة عرسال بعد اقتحامها يمكن ان تتكرر من المسلحين بعد فشلهم في السيطرة على قرى سورية في القلمون وهذا ما يعزز فرضية اندفاعهم الى قرى بقاعية.
ميدانيا، وبعد هجوم الاحد الماضي على احدى النقاط التابعة لـ”حزب الله” في جرود بريتال، نفذ المسلحون في الخامسة فجر امس هجوما آخر أوسع من الجهة السورية على عدد من المراكز التابعة للجيش السوري و”حزب الله” على اكثر من محور بدءا من بلدة الزبداني السورية، مرورا بمنطقة عسال الورد حتى أطراف وادي بخعة ورأس يبرود في هجوم موحد شارك فيه آلاف المسلحين ما أدى الى اشتباكات شرسة تدخل فيها الطيران الحربي والمروحي بصده الهجمات في الجرود التي شهدت معارك مما منع تقدم المسلحين وتحقيق اهدافهم، اضافة الى تدمير عدد من الآليات وسقط عشرات القتلى كما أكد بعض المصادر لـ “النهار”.
جنوبا، فسرت العملية التي نفذها “حزب الله” بالرسالة الى الاسرائيليين، تعبيرا عن قلق متزايد من امكان غض اسرائيل الطرف عن عبور مقاتلي “النصرة” في اتجاه مزارع شبعا، وتمدد المواجهة من البقاع الى الجنوب.
وأوضح مصدر مسؤول في الحزب عبر تصريح لقناة “الميادين”، “ان العملية رد على الترابط بين المجموعات التكفيرية في سوريا والعدو الإسرائيلي. فالترابط بين التكفيريين وإسرائيل ظهر في أكثر من موقع ولا سيما في جبهة الجولان”. كما أعلن المصدر أن العملية ترد على التهويل الإسرائيلي الذي تصاعد أخيرا والذي وصفه بأنه لا طائل منه. ووضع العملية أيضاً في إطار الرد على القائلين بانشغال المقاومة في سوريا وانخفاض جهوزيتها في مواجهة إسرائيل، وعلى القائلين بأن المقاومة محشورة وعاجزة عن مواجهة العدو على جبهتين.
واذ حمل وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الحكومة اللبنانية و”حزب الله”مسؤولية التفجير، اعتبر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن “حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود عمل خطير وخرقً فاضح للسيادة الاسرائيلية وأن جيش الدفاع الاسرائيلي يحتفظ بحقه في الرد في أي توقيت وبأي طريقة يراها مناسبة لحماية مواطني اسرائيل”.
في المقابل، نقلت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي عن ضباط في قيادة المنطقة الشمالية أنهم قلقون من النهج المتشدد الذي يتبعه “حزب الله” والذي تغير قبل فترة. لكنهم اكدوا ان التوجه لدى إسرائيل هو نحو التهدئة، وان هناك رسائل يجري تبادلها بين الأطراف المعنيين عبر قوة “اليونيفيل”.
وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن الحادث الذي شهدته مزارع شبعا يمثل “انتهاكاً” للقرار 1701 ويتعارض مع جهود إقامة “بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان”.
وأفاد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن جنديين اسرائيليين جرحا في شبعا نتيجة انفجار عبوة ناسفة، مشيراً الى أن القوات الإسرائيلية ردت بقصف مرتفعات كفرشوبا.
وأضاف أن القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” على اتصال بالطرفين وحضتهما على “أقصى درجات ضبط النفس”، طالبة منهما “التعاون مع اليونيفيل بغية تخفيف التوتر وتجنب التصعيد”. وأعلن أن “اليونيفيل باشرت تحقيقاً لكشف حقائق الحادث وملابساته”، مؤكداً أن الحادث “انتهاك للقرار 1701″، محذراً من أن “عمليات كهذه تتعارض مع جهود تخفيف التوتر وإقامة بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان”.