“ويك – أند” ناريّ ينتظر كلّ أوروبّا
إيطاليا وإنكلترا أمام فرصة سانحة وألمانيا تحت المجهر
وإسبانيا لإعادة اعتبارها
بدءاً من ليل الخميس، ينتقل الحدث في كرة القدم من الأندية الأوروبيّة إلى منتخباتها. فنجوم اللعبة وعمالقتها ودّعوا مشجّعيهم وأنديتهم، وتوجّهوا سريعاً للالتحاق بفرق بلادهم. ففرصة نهاية هذا الأسبوع ستكون ماراتونيّة، حيث ستشهد على مدار خمسة أيام جولتين كاملتين ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبيّة في كرة القدم.
ولأنّ ألمانيا هي بطلة العالم، فقد أصبحت حكماً خاطفة الأضواء في هذه الأمسية. وكيف الحال وإنّ على منتخب المانشافت أن يواجه في الامتحان الجدّي الأوّل والرسميّ جاره اللدود منتخب بولّندا. فانطلاقة الحرب العالميّة الثانية ستشكّل مسرحاً تعتليه ألمانيا التي تريد أن تبرهن للعالم أنّ فوزها في كأس العالم لم يكن صدفة. منتخب الماكينات الألمانيّة سيكون ليلة السبت في ضيافة منتخب بولّندا، ثم يستضيف نظيره الإيرلنديّ يوم الثلاثاء المقبل. ويعاني يواكيم لوف مدرّب منتخب ألمانيا من وجود قائمة طويلة من المصابين في صفوف الفريق، يأتي في مقدّمتهم نجم الفريق البافاري باستيان شفاينشتايجر، إضافة إلى ثنائي الخبرة والثبات في المانشافت سامي خضيرة وماركوس روس. وإضافة إلى هاجس الإصابات، ما زال هاجس الفوز الصعب 2 / 1 على منتخب اسكتلندا في المباراة الافتتاحيّة للتصفيات يشكّل عامل خوف في حدّ ذاته عند لاعبي أبطال العالم قبل جماهيره التي تخشى من مفاجأة بولّندية تضرب هالة أبطال العالم. واللافت اختيار ماكس كروز مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ ضمن قائمة الفريق للمرّة الثانية على التوالي، بينما سيكون اللاعب الصاعد كريم بلعربي حامل الجنسيّتين الألمانيّة والمغربيّة (وهو مغربيّ الأصل من مواليد العام 1990)، الذي سجّل هذا الموسم لباير ليفركوزن 4 أهداف في خمس مباريات، جديد المانشافت ولاعباً بإمكان يواكيم لوف الاعتماد عليه مستقبلاً، كبديل لصاحب الرقم القياسيّ بعدد الأهداف في بطولات كأس العالم ميروسلاف كلوزه. وشدّد يواكيم لوف على أهميّة اللقائين بالقول: “لدينا الفرصة أمام بولّندا وإيرلندا للابتعاد عن منافسينا، ولذلك فإنّ هاتين المباراتين تمثّلان أهميّة قصوى بالنسبة إلينا لتحقيق المزيد من التقدّم”.
من ناحيته، يحلّ منتخب إسبانيا بطل العالم السابق، و حامل لقب كأس الأمم الأوروبيّة عامي 2008 و2012، ضيفاً على منتخب سلوفاكيا الخميس في العاصمة السلوفاكيّة براتيسلافا، في مباراة لن تكون سهلة كما يعتقد البعض، قبل أن يسافر إلى اللوكسمبورغ لملاقاة منتخبها يوم الأحد المقبل في لقاء هجوميّ بامتياز، حيث سيسعى نجم منتخب إسبانيا ومهاجم تشلسي الجديد دييغو كوستا ساحر جمهور العاصمة البريطانيّة وصاحب الأهداف التسعة في البريمير ليغ، إلى إنهاء عقمه التهديفيّ مع منتخب بلاده. واستهلّت إسبانيا مشوارها في المجموعة الثالثة في التصفيات، بالفوز 5 / 1 على ضيفها منتخب مقدونيا، في ظلّ سعي الفريق إلى تحقيق العلامة الكاملة في المجموعة التي تضمّ أيضاً منتخبات لوكسمبورغ وبيلاروسيا وأوكرانيا.
وليس بعيداً عن إسبانيا، ستكون مهمّة المنتخب الإنجليزيّ سهلة، حينما يستضيف منتخب سان مارينو في المجموعة الخامسة الخميس أيضاً، وغير صعبة عندما سيجتاز بحر المانش لملاقاة مضيفه منتخب إستونيا بعدها بثلاثة أيّام. وتبدو مهمّة روي هودجسون مدرّب المنتخب الإنجليزيّ سهلة جدّاً لخطف النقاط الثلاث، وذلك عند قراءة إحصاءات لقاءاتهما، إذ أنّ المنتخب الإنجليزيّ أحرز 13 هدفاً في مرمى منافسه في تصفيات كأس العالم الماضية. وأوضح هودجسون: “بالنسبة إليّ، فإنّ ما يهمّني فقط هو تحقيق الفوز في المباراتين”. وأضاف المدرّب الإنجليزيّ: “إذا حصدنا النقاط الستّ، فإنّ عدد الأهداف التي أحرزناها ستكون أقلّ أهميّة من النقاط أو أداء اللاعبين”. وعلى الرغم من افتقاد المنتخب الإنجليزيّ خدمات مهاجمه دانييل ستوريدج عن المباراة للإصابة، إلاّ أنّه لن يعاني كثيراً في ظلّ وجود قائد الفريق واين روني والمهاجم الأسمر داني ويلبك. وكانت إنجلترا قد حقّقت فوزاً هامّاً 2/ صفر على مضيفتها سويسرا في الجولة الافتتاحيّة في المجموعة.
بدورها، لن تجد إيطاليا منطقياً أيّ صعوبة عندما تستضيف أذربيدجان (منتخب من دول الاتّحاد السوفياتي سابقاً)، و ذلك ضمن المجموعة الثامنة بعد غد الجمعة، قبل أن تحلّ ضيفاً على مالطا المغمورة يوم الإثنين المقبل. ومع تكاثر الإصابات بين لاعبي إيطاليا، ومن بينهم الثنائي ماركو فيراتي وجياكومو بونافينتورا، فإنّ أنتونيو كونتي المدير الفنّي للمنتخب الإيطالي استدعى مجددا نجم الفريق المخضرم أندريا بيرلو لقيادة الفريق. وكان بيرلو (35 عاماً) قد أعلن اعتزاله الدوليّ عقب خروج المنتخب الإيطالي المخيّب من مرحلة المجموعة في المونديال الماضي، قبل أن يعدل عن رأيه بعد ذلك عقب تعيين كونتي مدرّباً للفريق خلفاً لتشيزاري برانديللي. ويعتبر جرازيانو بيلي مهاجم ساوثهامبتون الإنجليزيّ ودانييلّي روجاني أحدث الوجوه في صفوف المنتخب الإيطاليّ، بينما ما زال ماريو بالوتيلي خارج حسابات كونتي الذي أعرب عن رغبته في منح الوقت للمهاجم الثورجيّ للتأقلم في صفوف فريقه الجديد ليفربول الإنجليزي، وذلك قبل العودة الى المنتخب الأذوري. وصرّح كونتي: “نحن نتابع بالوتيلي يوميّاً، مثلما نتابع جميع لاعبينا في الخارج. ما أقوم به هو استدعاء وليس استثناء، هناك دائماً شخص واحد يتحدّث عن الاستثناءات، ولكنّ الأمور مختلفة تماماً”.
