ايلي قهوجي
التطورات الأمنية المقلقة التي شهدتها البلدات الواقعة على سلسلة جبال لبنان الشرقية في بريتال وجوارها خلال عطلة عيد الأضحى والتي أوقعت قتلى وجرحى بين الجماعات الارهابية المنتشرة في جرودها السورية ومقاتلي “حزب الله” في الجانب اللبناني وما رافق ذلك من شائعات عن وجود مخطط لاستكمال ما حصل في عرسال مطلع آب الماضي لايجاد ممرات آمنة للمسلحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية قبل حلول فصل الشتاء – هذه التطورات طغت على ما عداها من أحداث بدءاً بما حصل من خرق اسرائيل القرار الدولي 1701 في منطقة شبعا جنوباً، وصولاً الى قضية العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم هذه الجماعات الارهابية من عرسال والتي لا تزال تراوح مكانها من قطع طرق وتهديد بمزيد من التصعيد من ذويهم للضغط على الحكومة من أجل التفاوض مع خاطفيهم لاطلاقهم، مروراً بالوضع المتردي في طرابلس في ظل هذه الأجواء، عاودت بورصة بيروت نشاطها أمس بعد عطلة عيد الأضحى الطويلة في أجواء حذر وترقب تحول عادة دون اتخاذ مبادرات في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائحها كما عكسته حركة العرض والطلب التي تناولتها، ليقتصر التداول على عدد محدود منها قادته أسهم “سوليدير” الى ما بعيد الظهر عندما انضمت اليها أسهم “بنك بيبلوس” العادية، لتقفل أسهم هذه الشركة بـ 12٫20 دولاراً للفئة “أ” منها في مقابل 12٫11 الجمعة الماضي (زائد 0٫74 في المئة) والفئة “ب” بـ 12٫15 دولاراً في مقابل 12٫00 في الفترة عينها (زائد 1٫25 في المئة) وذلك بعد تقلبات من أدنى على 11٫84 دولاراً إلى أعلى على 12٫25 دولاراً، وقت أقفلت أسهم “بنك بيبلوس” العادية بـ 1٫67 دولار في مقابل 1٫63 (زائد 2٫45 في المئة).
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 5٫00 نقاط ونسبته 0٫43 في المئة على 1179٫41 نقطة، في سوق هزيلة وبالغة الانتقائية إذ تبودل فيها 15049 سهماً قيمتها 130266 دولاراً، في مقابل تداول 29511 صكاً قيمتها 275099 دولاراً الجمعة الماضي.
ضعف الاقتصاد الالماني انعكس على اداء الأورو والبورصات
في الخارج، عاد الأورو الى التراجع في أسواق القطع العالمية غداة الارتفاع الذي سجله مطلع الاسبوع وتخطى فيه صعوداً عتبة الـ 1٫25 دولار التي كان قد كسرها نزولاً في نهاية الاسبوع الماضي بعد صدور أرقام البطالة الأميركية الداعمة للدولار. وجاء ذلك أمس بعد تزايد مظاهر الضعف في الاقتصاد الالماني الذي يشكل الرافعة لاقتصادات منطقة الاورو، اذ انخفض الانتاج الصناعي فيه بنسبة 4,00 في المئة في آب بعد ارتفاعه بنسبة 1,6 في المئة في تموز، مسجلا أدنى مستوى له منذ آب 2009 غداة هبوط الطلبات الصناعية فيه بنسبة 5,7 في المئة في مقابل ارتفاع نسبته 4,9 في المئة في الفترة عينها، الامر الذي طرح تساؤلات كثيرة عن المنحى الذي يتخذه الاقتصاد في منطقة الاورو الذي تتزايد فيه مظاهر انكماش الاسعار (deflation) المسيء جدا الى النمو، وقت لا يزال المصرف المركزي الاوروبي يتردد في اتخاذ اجراءات تحفيزية قوية دعما له، وخصوصا خطة التيسير الكمي الموعودة الذي تردد ان حجمها سيبلغ 1000 مليار أورو لثلاث سنوات وتخصص لشراء سندات مالية مضمونة من المصارف لزيادة سيولة الاسواق المالية. وفي انتظار ذلك، جاء التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي الذي صدر أمس وتوقع فيه تراجع النمو العالمي الى 3,3 في المئة هذه السنة و3,8 في المئة في 2015 بدل 3,4 في المئة و4,00 في المئة تواليا في تقديرات سابقة صدرت في تموز الماضي، محذرا من ضعف النمو في منطقة الاورو خصوصا وأسواق ناشئة اخرى عموما. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتضغط فترة على الاورو الذي عاد وأقفل في نيويورك بـ1,2665 دولار في مقابل 1,2655 اول من أمس في تطور دعم المعادن الثمينة وخصوصا الذهب الذي اقفلت الاونصة منه بـ1210,50 دولارات في مقابل 1207,00 في الفترة عينها.
وعانت أسواق الاسهم الاوروبية البيانات الضعيفة للانتاج الصناعي في المانيا التي صدرت امس بالتزامن مع خفض صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو في منطقة الاورو لعامي 2014 و2015 ومع خيبة أمل المستثمرين من اجراءات التحفيز التي وعد المركزي الاوروبي باتخاذها دعما للاقتصاد فيها. وأدى ذلك الى اقفال البورصات فيها بخسائر راوحت بين 2,02 في المئة في مدريد و0,44 في المئة في لشبونة. وانعكس هذا الامر ايضا على أداء الاسهم الاميركية لارتدادات ضعف الشركات المتداخلة نشاطاتها على جانبي الاطلسي بما يؤثر سلبا على نتائجها الفصلية التي ستصدر تباعا في قابل الايام، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك امس ايضا بتراجع 272,58 نقطة على 16719,33 نقطة و69,60 نقطة على 4385,20 نقطة تواليا.