IMLebanon

مجلس أعلى للإدارة المالية في لبنان

Joumhouriya-Leb
طوني رزق

يتّفق الجميع من دون استثناء انّ لبنان شارفَ الخط الاحمر على المستوى المالي. فالدين العام اللبناني ما زال يتجاوز كل المستويات المعقولة ليصبح من الاكبر والاكثر خطورة عالمياً مقارنة مع حجم الاقتصاد اللبناني، كما انّ العجز في الموازنة تجاوز حدود الخطر والأمان.

وحدّث ولا حَرج عن تداعيات هذه الاوضاع المالية على مختلف فئات المجتمع اللبناني وعلى الخدمات التي يمكن للدولة اللبنانية تقديمها. فحجم الإنفاق العام الذي ترتكز عليه الاقتصادات العالمية لتحقيق نسَب النموّ الضرورية لم يعد موجوداً في لبنان. كلّ ذلك في إطار محبط على المستوى السياسي والاجتماعي والامني الداخلي والاقليمي.

وقد بات مطلوباً في لبنان إيجاد مجلس أعلى للادارة المالية يوزاي بأهميته المجلس الاعلى للدفاع ومجلس شورى الدولة والمجالس الاخرى التي في يدها القرار المطلوب عندما تصبح الظروف دقيقة والمخاطر متعاظمة.

انّ الهيئة العليا لإدارة النفط والغاز في لبنان جيدة جداً على رغم انها معطّلة حالياً نتيجة غياب الاتفاق الوطني عن الاستثمار الفعلي للثروة النفطية. ويبدو انّ الوقت قد حان لرَسم سياسة مالية عُليا ولوجود جهة تتحمّل أعباء هذه السياسة الى جانب الجهود التي يبذلها مصرف لبنان المركزي على صعيد السياسة النقدية والمساهمة في تمويل الدولة.

انّ السياسة المالية الحالية في لبنان ما زالت ترسم في لجنة المال بالتعاون مع مصرف لبنان وبعض الخبراء والمستشارين ووزارة المالية، الّا انّ ذلك لا يوفّر المرونة والسرعة والاستقلالية والقدرة على التفاعل مع المستجدات المالية في لبنان والمنطقة والعالم.

انّ أبرز مهام المجلس الاعلى المالي، والذي أصبح ضرورة، يكمن في رسم السياسة المالية والاحاطة بالثروات الوطنية لوضع خطة تراتبية للتحرك والاصلاح وتوجيه القدرات اللبنانية في القطاعين العام والخاص بهدف توفير الاستقرار المالي أوّلاً والانتقال بعدها للعمل على الافادة الاكبر من الثروات المُتاحة وإصلاح العِلل الكبرى التي تعانيها المالية في لبنان.

السوق اللبنانية

بعد العطلة الطويلة بمناسبة عيد الاضحى، فتحت بورصة بيروت الرسمية على حركة ضعيفة جداً، وبلغ حجم التداولات أمس 15049 سهماً فقط قيمتها 130266 دولاراً اميركياً. وسجل تبادل 18 عملية بيع وشراء تناولت ثلاثة أسهم فقط وارتفعت جميع الاسهم المتداولة.

فقد زاد سعر أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,74 في المئة الى 12,20 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 1,25 في المئة الى 12,15 دولاراً. كما زادت اسعار أسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 2,45 في المئة الى 1,67 دولار.

وفي ختام التداولات الرسمية أمس، ارتفعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,37 في المئة الى 11,114 مليار دولار اميركي. أمّا في سوق القطع الاجنبي فقد سجّل استقرار الاسعار الرسمية للدولار على مستوياتها السابقة، والتي لم تشهد تغييراً منذ شهر آب العام 2008، أي على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.

أسواق الصرف العالمية

تماسكت اسعار صرف الدولار أمس في أسواق الصرف العالمية بعد تقارير الوظائف الاميركية القوية التي أعلنت في نهاية الاسبوع الماضي والتي أظهرت مرة اخرى انّ الاقتصاد الاميركي على طريق الانتعاش. وما زالت الاتجاهات المعاكسة لسياسات المصارف المركزية الكبرى في العالم تعمل لصالح العملة الاميركية.

وعليه، تراجع سعر صرف اليورو أمس بنسبة 0,03 في المئة الى 1, 2651 دولاراً كما تقدم الدولار بنسبة 0,20 في المئة الى 1,1154 دولار كندي، الّا انّ الجنيه الاسترليني ارتفع أمس بنسبة 0,22 في المئة الى 1,6119 دولار.

وارتفع الدولار الاوسترالي بنسبة 0,66 في المئة الى 0,8822 دولار، وتراجع الدولار الاميركي بنسبة 0,07 في المئة الى 0,9576 فرنك سويسري. وجاء تراجع اليورو خصيصاً أمس نتيجة هبوط الانتاج الصناعي في ألمانيا بأكبر نسبة منذ العام 2009.

الأسهم العالمية

تراجعت اسعار الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت أمس بسبب القلق بشأن الاقتصاد الاوروبي. فانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,88 في المئة الى 16843,17 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,75 في المئة الى 1950,18 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,84 في المئة الى 4417,35 نقطة.

وفي اوروبا تراجعت الاسهم بتأثير من تراجع الانتاج الصناعي الالماني الذي جاء مخيباً للآمال، فهبط مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,81 في المئة الى 6510,30 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1,60 في المئة الى 4218,10 نقطة، وهبط مؤشر داكس الالماني بنسبة 1,19 في المئة الى 9100,23 نقطة.

أمّا في آسيا فأقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو منخفضاً بنسبة 0,67 في المئة الى 15783,83 نقطة، لكن مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ زاد بنسبة 0,46 في المئة الى 23422,52 نقطة.

الذهب

تراجت أسعار الذهب أمس في تداولات بعد الظهر بنسبة 0,17 في المئة الى 1205,20 دولاراً للأونصة، في حين ارتفعت اسعار الفضة بنسبة 0,41 في المئة الى 17,30 دولاراً للأونصة. لكنّ أسعار الذهب تماسكت فوق مستوى 1200 دولار للأونصة بعد ان كانت لامسَت أدنى مستوى لها في عام. ويأتي الارتفاع فوق 1200 دولار لتحقيق الارباح، إذ إنّ قوة الدولار والتقارير الاقتصادية الاميركية ما زالا يشكلان عاملين ضاغطين على أسعار المعدن الاصفر على المدى الطويل.

النفط

تراجعت اسعار النفط الاميركي أمس بنسبة 0,14 في المئة الى 90,21 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر مزيج نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,40 في المئة الى 92,42 دولاراً للبرميل. وتبقى أسعار النفط العالمية تحت ضغوط نزولية من جرّاء توقّعات ارتفاع حجم المعروض النفطي في الاسواق.