IMLebanon

حركة التسوق تهبط إلى 10 % … عيد النبطية أيامه عادية

NabatiehMarket
عدنان طباجة

لولا بسطات الورود وبسطات متفرقة خالية من الزبائن وزحمة سير خانقة في شوارع النبطية، بسبب الإجراءات الأمنية الاستثنائية في البعض منها وإقفالها أمام حركة السير، فلا شيء كان ليدل على العيد في المدينة.
فقدت هذه المناسبة نكهتها في نفوس المواطنين، وباتت يوماً عادياً كبقية أيام الأسبوع. ويمر السوق التجاري بأسوأ حالاته، حتى قبل حلول العيد بفترة طويلة، وذلك جراء الأوضاع الأمنية والسياسية والأجواء الملبدة التي تخيم على لبنان والمنطقة، إضافة للأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعاني منها الجميع.
عام دراسي وإشاعات
الأسباب عديدة لتراجع الحركة التجارية في النبطية في العيد، كما يفندها التاجر محمد الساحلي لـ«السفير»، وفي طليعتها حلول العام الدراسي أواخر الشهر الفائت، حيث صرف المواطنون رواتبهم أو ما ادَّخروه من أموال لشراء الكتب والقرطاسية والتجهيزات المدرسية والثياب والحاجيات لأولادهم، إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية الملبدة التي تخيّم على البلد، ويزيد منها الإشاعات عن فتح جبهات وأحداث جديدة في بعض المناطق، فضلاً عن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية السيئة.
همّ وغمّ
يترحم التاجرعماد ياسين على أجواء الفرح والبهجة التي كانت تترافق مع العيد، وكيف كانت البسطات التجارية عشية المناسبة تفترش السوق التجاري بكثافة قبل العيد بأسبوعين، وكم كانت المدينة تشهد زحمة خانقة، وتبقى الحركة فيها إلى ما بعد منتصف الليل، بينما في العيد الحالي، لم يكن هناك سوى بسطات محدودة خالية من الزبائن، والهمّ والغمّ لسان حال الأهالي، بعدما أصبح العيد كاشفاً لأوضاعهم المعيشية المأزومة وتذمرهم الشديد.
شبه معدومة
ويوضح التاجر سعيد طفيلي لـ«السفير» أن المواطنين باتوا يفضلون الاحتفاظ بأموالهم للأيام الصعبة، وهم يتخوّفون من التطورات السياسية والأمنية، في حال اتجاه الأوضاع في البلد نحو الأسوأ، لأن مشتريات العيد لن تفيدهم بشيء، لذلك كانت حركة التسوق في هذا العيد شبه معدومة، ولم تتجاوز العشرة في المئة، ما انعكس سلباً على معظم تجار الملبوسات والأحذية والألعاب والهدايا، لأنهم يعوّلون كثيراً على مناسبات الأعياد، وهذا لم يتحقق لهم في هذه المناسبة.
في المقابل، دفعت عبير الأخرس ما ادَّخرته من أرباح الكوخ الذي تبيع فيه المواد الاستهلاكية طيلة موسم الصيف، ثمناً لكتب وقرطاسية وثياب ولديها، لأنها أهم من حاجيات العيد، ولو جاء ذلك على حساب فرحهما وسعادتهما، بينما اكتفت نايفة إسماعيل بشراء ما تيسّر من الثياب لأولادها، كي لا تحرمهم متعة هذه المناسبة، لأن القليل خير من الحرمان، علماً بأنها لم تشتر لهم أي شيء جديداً منذ أعوام عدة، بسبب الوضع الاجتماعي الذي تشكو منه.