لا يستطيع “حزب الله” التباهي بنصر تحقق في صد هجوم “جبهة النصرة” على مواقعه في جرود بريتال، لأن الخسائر كانت كبيرة، ليس فقط على الصعيد العسكري المباشر، وإنما على الصعيد الستراتيجي. وما يغضب الحزب ليس سقوط 10 قتلى في صفوفه (وفقاً لاعترافه)، وإنما سلسلة من الخلاصات التي استنتجها من هذا الهجوم .
واعتبرت صحيفة “السياسة” الكويتية في تحليلً نشرته لمعركة “بريتال”، ان مع سقوط آخر الأوهام لدى الحزب، بأنه حقق انتصارات عسكرية على جبهتي القصير والقلمون في السنتين الأخيرتين، وابعد خطر التنظيمات الإرهابية عن لبنان، ها هي مناطق نفوذه الأشد ولاءً له، والأكثر مناعة، تتعرض للاختراق.
ولفتت الصحيفة الى انه إذا كان بمقدور الحزب منع أي اختراق من الثبات على أرضه والتمدد لاحقاً إلى رقعة أوسع ، فما يخشاه هو أن يضطر إلى إبقاء تشكيلات واسعة وكبيرة من مقاتليه مستنفرة عند النقاط المحتمل اختراقها، لمدة غير محدودة.
كما اعتبرت ان “جبهة النصرة” فرضت على “حزب الله” حرب استنزاف ستطول لأشهر وربما لسنوات، إذا لم يبادر الحزب إلى الدخول بقواته إلى الجرود السوريا المقابلة لمناطق نفوذه لإبعاد عناصر التنظيمات المتطرفة عنها، وهذا سيكون مكلفاً للغاية، بحيث سيمتنع الحزب عن خوض هكذا مغامرة.
كما يبدو من النتائج السياسية المباشرة، أن الحزب خسر ورقة استراتيجية، كان يتغنى بها وهي اضطلاعه بدور حماية حدود لبنان، كذريعة لمنع الدولة من اتخاذ أي قرار بنشر الجيش اللبناني مدعوما من قوات “اليونيفيل” في تلك المنطقة.
واشارت الصحيفة الى ان المعركة الأخيرة لا تعني أن الحزب سيتراجع عن موقفه، أو أن الحكومة ستقرر شيئاً من هذا القبيل، إلا أنه خسر سياسياً.