قال جاري روسي الرئيس التنفيذي لمجموعة بيرا الأمريكية لاستشارات الطاقة إن من المتوقع أن تشهد أسعار النفط العالمية مزيدا من الانخفاض لتواصل مسارا نزوليا مستمرا منذ شهر مع توقعات بأن السعودية من غير المرجح أن تحدث تخفيضات كبيرة في إنتاجها لمحو فائض متزايد في الإمدادات.
وأبلغ روس رويترز في مقابلة انه رغم وجود علامات ضعيفة على تحسن العوامل الأساسية في بعض أسواق البيع الحاضر إلا ان أي صعود لأسعار الخام قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 27 نوفمبر تشرين الثاني سيكون قصير الأمد حيث تواجه المنظمة صعوبات لإعادة التوازن إلى السوق العالمية للنفط والتي تتجه صوب فائض يتراوح من مليون الي 1.5 مليون برميل يوميا في العام القادم.
وقال ان هناك وفرة في المعروض في السوق وهو ما يدفع الأسعار للانخفاض لكنه امتنع عن تحديد السعر الذي يمكن أن يعيد التوازن إلى السوق. واضاف قائلا “من الواضح أن 100 دولار للبرميل سعر مرتفع للغاية .. بل ان الأسعار الحالية مرتفعة جدا.”
ومنذ يونيو حزيران تراجع خام القياس العالمي مزيج برنت بأكثر من 20 بالمئة أو حوالي 25 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 2012 مع تنامي وفرة الخام في حوض الأطلسي وتباطؤ نمو الطلب.
وتأتي تعليقات روس قبل أحد أهم اجتماعات أوبك في أعوام. ورغم تنامي إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بشكل مطرد على مدى سنوات إلا أن أحداثا متعاقبة من الحرب في ليبيا إلى العقوبات على إيران أعطت بشكل دائم دعما للأسعار.
وقال روس “أوبك محظوظة.. تم استيعاب 3.5 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط الصخري بسبب الاضطرابات. لكن يبدو أن الحظ سيتخلى عنهم.”
وبينما يتحدث بعض أعضاء أوبك عن الحاجة الي تقليص الإنتاج ودعم الأسعار فإن السعودية خفضت أسعار صادرات نفطها للحفاظ على حصتها في السوق.
وقال روس إن أوبك التي لم تخفض إنتاجها منذ ما بعد الأزمة المالية في 2008 بقليل ستحاول الإتفاق على خفض كبير في الإنتاج لكن من غير المرجح بشكل كبير أن تنجح في ذلك وبصفة خاصة مع قيام بعض الدول الأعضاء بالفعل بضخ كميات تقل كثيرا عن طاقتها الإنتاجية بينما تواجه دول أخرى ضغوطا على ميزانياتها.
وأضاف قائلا “لن يستجيب السعوديون لانخفاض الأسعار..إنهم يدافعون عن حصتهم في السوق.”
ومع الالم الذي يسببه تراجع الأسعار وتصاعد الضغوط من أعضاء في أوبك قال روس “أعتقد أن السعوديين سيخفضون الإنتاج لكنه لن يكون كافيا.”