ذكرت صحيفة “السفير” أن أزمة المخطوفين لا تزال تراوح مكانها، والطريق الى حريتهم لا تزال مقطوعة بمزاجية الخاطفين، الذين لم يستقروا بعد على مطالب واقعية، وبات واضحاً أن الخاطفين أصبحوا يتحكمون بفتح الطرق وإغلاقها، بل لعلهم باتوا يحكمون البلد من جرود عرسال، عبر الهاتف الخلوي.
وأمام احتمال التصعيد في تحرك ذوي المخطوفين، أشارت مصادر وزارية واسعة الاطلاع للصحيفة نفسها الى أن إقفال وسط بيروت، كما هدّد بعض الأهالي، غير مسموح. ولفتت الى ان تحرك الاهالي مشروع، ما دام لا يلحق ضرراً بالآخرين، مشددة على ان ما حصل في ضهر البيدر لا يجب أن يتكرر في مكان آخر، وينبغي الحفاظ على وحدة الصف، لاسيما بين الدولة والأهالي المطالبين بقدر أكبر من التفهّم، من دون تجاهل وجعهم.
كما أشار مصدر عسكري الى صحيفة “الجمهورية الى انّ إعادة فتح طريق ضهر البيدر تشكّل بادرة خير ورسالةً إيجابية من قِبل أهالي العسكريين المخطوفين، وقد تمّت هذه العملية بعد حوار مع الأهالي، وشددّ على أنّ قوى الأمن الداخلي هي من تحمي المعتصمين في رياض الصلح، وتتعاطى معهم إذا ما قرّروا التصعيد وقطع الطرق، مشيراً إلى أنّ الجيش سيتدخّل عندما تدعو الضرورة.
وأكدت مصادر “السفير” أن المفاوضات مستمرة وهي دقيقة جداً والصمت في شأنها أهم بكثير من كل الكلام الصادر من هنا وهناك والذي يبلغ أحيانا حد التجريح، مشددة على أن الحكومة مع المفاوضات، وضد الابتزاز.
وأوضحت أن الوسيط القطري يتابع عمله، ولكن بوتيرته ووفق تكتيكه الخاص، لافتة الى أنه يقوم بأمر ثم يتراجع وينتظر، وبعد ذلك يعيد الكرّة، والحكومة مستعدة لتأمين شروط إنجاح مهمته.
وأشارت المصادر الى أن الحكومة تواجه مقاربتين مختلفتين في التفاوض من قبل “داعش” و”النصرة”، الأمر الذي يجعل الوضع أكثر صعوبة، منبّهة الى أنه لا يمكن الركون الى كل ما يطلبه الخاطفون، لأن الحكومة مسؤولة عن كل لبنان وليس فقط عن العسكريين المخطوفين، لكن هناك في المقابل استعداداً لتحقيق المطالب التي من الممكن الاستجابة لها. وتساءلت المصادر: هل من المقبول أن نقايض المخطوفين بعرسال على سبيل المثال، ونكرّس اختطافها مقابل الإفراج عن الرهائن؟
في سياق متصل، نقلت صحيفة “النهار” عن وزير مطلع على مجريات ملف المفاوضات ان التفاوض لا يزال في الالف باء، وهو ملف معقد والخاطفون ليسوا متساهلين بل يطلبون اموراً ثم يطالبون بامور اخرى وهدفهم الابتزاز والايقاع بين الدولة والمواطنين واحداث فتنة بين اللبنانيين.
واشار الوزير الى ان اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام تعمل بجدية وفاعلية وتقوم بالاتصالات الضرورية، لكن المسألة معقدة ومتشعبة وليس من السهل حلها.