IMLebanon

اتجاهات الأسواق – صفقة على شهادات “عودة” أنعشت البورصة

Nahar
ايلي قهوجي

انتقال الخروق الامنية الخطيرة من البقاعين الشرقي والشمالي الى الجنوب اللبناني بتفجير عبوة ناسفة، زرعها “حزب الله”، بدورية اسرائيلية مؤللة أول من أمس في خراج مزارع شبعا الحدودية واصابة جنديين اسرائيليين وبعد أقل من يومين من اطلاق القوات الاسرائيلية النار على جنود لبنانيين في المنطقة عينها، ارخى بظلاله أمس ايضا على الاسواق المالية اللبنانية في ضوء ما تردد عن وجود نية لدى البعض لتغيير “قواعد الاشتباك” في لبنان، مما اضفى مزيداً من البلبلة على الوضع الداخلي في ظل معطيات اقليمية بالغة الخطورة. وقد انعكست هذه التطورات المتلاحقة على اداء بورصة بيروت فظلت تعاني احجام المتعاملين عن التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها لما يحيط بمناخ الاعمال في البلاد من مخاطر منظورة وغير منظورة في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها، ان من حيث خلو منصب رئيس الجمهورية منذ اربعة اشهر ونيف ام من حيث الغموض الذي يكتنف مصير مجلس النواب الذي تنتهي ولايته الممددة في 20 تشرين الثاني المقبل، مع احتدام الاشتباك السياسي في هذا الشأن. وادى ذلك الى ما قبيل الظهر الى اقتصار العرض والطلب على عدد محدود من الصكوك، إلى أن سجلت صفقة خاصة كبيرة خارج قاعدة العرض والطلب تناولت تبادل 463200 شهادة ايداع عائدة الى “بنك عودة” بسعر تحدد بالتراضي بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,00 دولارات، لتتساوى مع سعر أسهمه المدرجة التي شهدت طوال الشهرين الاخيرين صفقات عدة مماثلة بالسعر عينه، في مقابل 6,15 دولارات في آخر تسعير لها الاربعاء الماضي (ناقص 2,43 في المئة)، وهو السعر الذي اقفلت به في قطاع المصارف الذي شهد أيضاً تراجعاً لأسعار أسهم “بنك بيمو” المدرجة من 1,75 دولار الى 1,73 (ناقص 1,14 في المئة) وارتفاعاً لأسعار أسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 من 100,70 دولار الى 101,00 (زائد 0,29 في المئة) وأسعار أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H من 25,75 دولاراً الى 25,85 (زائد 0,38 في المئة).

وتراجعت أسعار أسهم “سوليدير” بفئتيها “أ” من 12,20 دولاراً الى 11,93 (ناقص 2,21 في المئة) و”ب” من 12,15 دولارا الى 11,98 (ناقص 1,39 في المئة) في قطاع إعادة الإعمار والتطوير العقاري.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 6,45 نقاط ونسبته 0,55 في المئة على 1172,96 نقطة، في سوق نشيطة بفضل الصفقة الخاصة على شهادات إيداع “بنك عوده” إذ تبودل فيها 515595 صكاً قيمتها 3,438,616 دولاراً، في مقابل تداول 15049 صكاً قيمتها 130266 دولاراً أول من أمس.

ارتفاع الأورو والأسهم الأميركية بعد محضر اجتماع الفيديرالي الأميركي
في الخارج، كانت أنظار المستثمرين المؤسساتيين متجهة منذ افتتاح الأسواق المالية الأوروبية ثم الأميركية الى نشر محضر آخر اجتماع لمجلس حاكمية الاحتياط الفيديرالي في 16 و17 أيلول الماضي، والذي قرر فيه إبقاء معدل الفائدة الأساس على 0,50 في المئة وخفض حجم خطته التحفيزية للاقتصاد الأميركي عشرة مليارات دولار مجدداً الى 15,00 ملياراً شهرياً مع إبداء استعداده لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في ضوء تطور معدل البطالة فيها، الذي تراجع في أيلول الى 5,9 في المئة للمرة الأولى منذ ست سنوات، وذلك لمعرفة الموعد الذي سيبدأ فيه بتشديد سياسته النقدية لاحتواء مظاهر التضخم المواكبة عادة لفترات الانتعاش الاقتصادي. وفي انتظار ذلك قبل إقفال الأسواق الاميركية، توقف المتعاملون عند التقارير التي صدرت أول من امس عن صندوق النقد الدولي وأمس عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية O.C.D.E. والتي أشارت الى تنامي المخاوف من وقوع الاقتصاد في منطقة الأورو في انكماش الاسعار (deflation) ودخولها في ركود السنة المقبلة في ضوء ما صدر حتى الآن من بيانات اقتصادية فيها وفي المانيا التي هبط فيها الانتاج الصناعي الى أدنى مستوياته منذ آب 2009. ولكن بعدما تبين أثر نشر محضر آخر اجتماع للاحتياط الفيديرالي أن عدداً لا يستهان به من أعضائه يعارضون أي رفع لمعدلات الفائدة الاميركية الذي يضر في رأيهم بالصادرات لمصلحة الواردات وأن الدولار الضعيف من شأنه محاربة التضخم أكثر من رفع الفائدة، انتعش الاقبال على الأورو الذي أقفل مرتفعاً في نيويورك على 1,2740 دولار في مقابل 1,2665 أول من أمس، في تطور دفع المعادن الثمينة صعوداً وخصوصاً أونصة الذهب التي أقفلت بـ1223,30 دولاراً في مقابل 1210,00 في الفترة عينها، شأن الأسهم الأميركية في وول ستريت حيث أقفل مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 274,89 نقطة على 16994,22 نقطة و83,39 نقطة على 4468,59 نقطة توالياً. وسبق ذلك قبل نشر محضر آخر اجتماع للاحتياط الفيديرالي إقفال البورصات الأوروبية بخسارة راوحت بين 2,05 في المئة في ليشبونة و0,64 في المئة في ميلانو.