أكدت مصادر عسكرية رفيعة، أن الجيش اللبناني وضع خططاً للتعامل مع المستجدات الأمنية تبعاً للظروف الميدانية التي قد تنشأ في حال عودة التوتر العسكري إلى عرسال أو إلى أي منطقة على الحدود، مشيرة إلى أن التعليمات واضحة بالرد بقوة على أي عمل عسكري يقوم به الإرهابيون في جرود عرسال أو في غيرها.
واعتبر مصدر سياسي واسع الاطلاع لصحيفة “السياسة” الكويتية، ان “حزب الله” خسر في معركته الاخيرة في بريتال، بالإضافة إلى 10 من مقاتليه، الهيبة العسكرية والقدرة على الردع التي كان يتمتع بها، إذ شكل هجوم “النصرة” على مواقعه داخل الأراضي اللبناني تحدياً لم يكن يتوقعه، مشيراً الى ان الحزب تبين له أن هذه الهجمات قابلة للتكرار في أي وقت.
واكد المصدر، انه وبعد تورطه الواسع والمتمادي في سوريا، استنزف الكثير من قدراته العسكرية، فعلى صعيد العناصر اضطر الحزب في السنتين الأخيرتين، إلى إطلاق حملات تعبئة واسعة في الجنوب والبقاع لتجنيد الشبان تعويضاً للذين قتلوا، وبات يستخدم فتياناً قاصرين، مثل الشاب الذي قتل في معركة بريتال وعمره 17 سنة فقط.
أما على الصعيد المادي، فإن أكثر من 50 % من قدراته الصاروخية استنزفت في معركة القلمون بجانبيها السوري واللبناني، لأنها منطقة شاسعة جداً يبلغ طول تماسها مع لبنان نحو خمسين كيلومتراً، ويتمركز فيها آلاف المسلحين من “النصرة” و”داعش”، ولا يمكن السيطرة عليها، إلا بقوة نارية هائلة ومستمرة. وبالفعل أطلق “حزب الله” آلاف الصواريخ في معركة بريتال وحدها لدفع المهاجمين إلى الانسحاب”.
واعتبر المصدر أن لا قدرة لـ”حزب الله” على خوض حرب جديدة على الحدود الجنوبية وكذلك لا مصلحة لإسرائيل فيها، لأن الأخيرة مستفيدة من الوضع الحالي، تتفرج على أعدائها يتقاتلون بشراسة لا متناهية، والحزب يعرف ذلك، لذا فإن تلويحه بحرب ضدها لا معنى له، والأجدى النظر إلى الجهات الأخرى التي أراد الحزب توجيه الرسائل إليها.
من جهة أخرى رأت مصادر موثوقة أن “حزب الله”، اعلن حال الاستنفار في صفوف عناصره، خصوصاً، على الحدود الشرقية والجنوبية، استعداداً لأي تطور ميداني، وذلك بعد الخسائر البشرية التي مُني بها اثر الهجوم الذي شنته “النصرة” على مواقعه في جرود بريتال، وبالتزامن مع تفجيره عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية في مزارع شبعا،.
ولفتت المصادر ، إلى أن الحزب رفع جهوزية مقاتليه إلى أعلى درجاتها تحسباً لأي مفاجآت، بعد عودة مسلحي “النصرة” إلى مهاجمة مواقعه ومواقع للجيش السوري النظامي في عسال الورد والزبداني، ما يشير إلى أن الجماعات السورية المسلحة مصممة على الاستمرار في حربها ضد الحزب لفتح ممر آمن مع اقتراب فصل الشتاء.