IMLebanon

«للإيجار» سمة الشوارع التجارية في بيروت

Akhbar
محمد وهبه
خمس مناطق تجارية في مدينة بيروت عرفت «أيام عز» تشهد اليوم مرحلة انكماش. وسط بيروت أبرز هذه المناطق، تليها الجميزة، مونو، الحمرا، وفردان. المنافسة بين هذه الوجهات ليست حديثة إلا أنها ليست السبب الوحيد المؤثّر فيها، بل هناك أيضاً عوامل خارجية واضحة. في فردان مثلاً هناك مول الـABC المتوقع إنجازه في 2017 سيبلع فردان كلها والشوارع المحيطة بها.

يشير تقرير أعدّته شركة «رامكو» إلى أن بيروت لم تشهد شغوراً في محلات التجزئة كالذي يحصل اليوم. عبارة «للإيجار» أصبحت سمة الشوارع التجارية رغم أن أسعار الإيجارات لا تزال مرتفعة مقارنة بالمردود المتاح.
هذا المشهد لم يمنع بعض مالكي المتاجر من التمسك بالأسعار المعروضة لبيع المتر المربع أو تأجيره «لم يدركوا أن المدخول القليل أفضل من عدم وجود مدخول».بهذه الطريقة تقدّم «رامكو» ما يحصل في خمسة شوارع تجارية، لكنها ترسم صورة مختصرة لكل شارع أو منطقة تجارية.
ففي وسط بيروت التجارية «ازدادت وتيرة إغلاق محلات بيع التجزئة خلال السنوات الماضية». ببساطة، يمكن تفسير الأمر على أنه حالة هروب جماعية، «هناك قلّة من الهاربين ممن وجدوا لهم مكاناً في مناطق اخرى. بعض الشوارع في منطقة وسط بيروت أصبحت فارغة بصورة كاملة. أكثرها تضرراً في ساحة النجمة. شوارع مثل طوبيا عون، المعرض، الجامع العمري باتت مثل الصحراء، أو تصحّرت. هذه الشوارع تكاد تكون خالية من أي نشاط أو رواد».
أما في الجميّزة، فالأمر مختلف. اشتعلت هذه المنطقة بالمطاعم والملاهي والمقاهي بين عامي 2003 و2004 فتضاعفت الأسعار بين 3 مرات و4 مرات. وبحسب رامكو «فإن إيجارات العقارات ارتفعت كثيراً خلال السنوات الثماني الأخيرة ما دفع المؤسسات الصغيرة أو تلك التي ليس لديها القدرة على هذه الأكلاف المرتفعة، إلى هجرة هذه المنطقة في اتجاه منطقة مار مخايل ولحقها زبائنها. شارع غورو بدأ يصبح فارغاً تدريجاً».
هجرة الملاهي والمطاعم من «مونو» ليست حديثة. فالأمر «بدأ مع فورة المنطقة قبل نحو عشر سنوات. منذ ذلك الوقت تراجعت شعبية مونو وفقد أصحاب الملاهي والمطاعم رغبتهم في العمل في هذه المنطقة التي ما زالت تبحث عن لحظتها المقبلة. الأسعار لا تزال مرتفعة نسبياً وتراوح بين 250 دولارا و300 دولار للمتر الواحد».
أما شارع الحمرا الذي عاد إلى نشاطه التجاري، فقد أثبت أنه من «الوجهات الأكثر استقطاباً في مجال مبيعات التجزئة. إلا أن هذا الأمر ينطبق على المنطقة الوسطى في الحمرا، التي تقع بين مقهى كوستا ومطعم رودستر. هذه المساحة هي الأكثر نشاطاً وتستقطب المشاة وهي مزدحمة. أما طرفا شارع الحمرا، فلم يتمكنا من مجاراة الوسط. أسعار الإيجارات في طرفي الحمرا أقل بنسبة 30% أو 40% من وسط هذه المنطقة».
ولا يزال شارع فردان من المناطق التجارية التي تستقطب المستهلكين. في هذه المنطقة هناك الكثير من الأسماء التجارية، والمحال التي كانت موجودة في نهاية التسعينيات زالت بفعل عدم قدرتها على مجاراة نوعية الطلب «غير أن المحال الموجودة حالياً ستتأثر كثيراً بعد أن تنتهي الأعمال في الوافد التجاري الجديد، مول الـABC المرتقب إطلاقه في عام 2017» تقول «رامكو».