رائد الخطيب
تحاولُ وزارة السياحة «فرملة» وضع القطاع، مع ازدياد منسوب الشكاوى، التي تصدرُ بين الفينةِ والأخرى، معبرةً عن حال تدهورٍ تتسببُ بها العواصفُ الأمنية الحدودية، والأحداث الاقليمية المتواترة، والتي أكلت من رصيد السياحة اللبنانية ولا سيما السياح العرب (الخليجيين تحديداً). علما ان هذا الخطر بات يتهدد المؤسسات السياحية وينذرُ بِشرٍّ مستطير، خصوصاً وأن أكثر من 136 يوماً مضت على «تفريغ» موقع رئاسة الجمهورية فيما مجلس النواب يتجهُ الى التمديد. والسؤال هو ما الذي يمكن أن يفعله الوزير ميشال فرعون بالمركب السياحي في خضم العواصف والأنواء السياسية والأمنية، مضافاً اليها وراثة وضعٍ سياحي رثْ منذ ثلاث سنواتٍ وتحديداً منذ اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري الى الآن؟.
أمام فرعون اليوم ملفان، هما ملف كازينو لبنان الذي يعملُ على استكماله، بعد أن «فاحت رائحتهُ»، بالإضافةِ الى الغراماتْ على الأملاك البحرية، الملف القلق، الذي يأخُذُ حيزاً واسعاً اليوم من الجدل، بين الأطياف السياسية.
بحسب فرعون، فان الغرامات على الأملاك البحرية، والتوقعات بشأنها ستواجهُ بمشكلات يعانيها قطاع المنتجعات البحرية، وبالتالي عليهم التوقع أنهم لن يجنوا منها كما هي توقعاتهم. ولفت الى أن «وضع المؤسسات والمنتجعات البحرية شفاف مالياً وكذلك أوضاعها البلدية، إلا أنها لم تحقق أرباحا، فإذا كانت الرسوم والغرامات المطلوبة دون تصحيح، فهذا سيخذل التوقعات». وقال «أتفهم أن يعمل أصحاب المنتجعات على تصحيح الرسوم كي لا تكون على 66 سنة، بل خفضها الى عدد معين من السنوات، الجمهور والرأي العام غير متعاطف مع القضية، ولكن الدخول الى التفاصيل يسمح لنا بالنظر بشكل ملطف للرسوم، والتوقع بأنها ستكون عالية جداً، من الممكن أن يؤدي الى مسألة سلبية».
وأضاف فرعون في حديثٍ مع «المستقبل»، الى ان وضع كازينو لبنان سلبي، وقال «هناك أسباب كبيرة لهذا الوضع، ولا أعرف لما تم وضعُ وزارة السياحةِ جانباً عن هذا الملف الحيوي، أنا لا أريدُ أن اخُوضَ سجالاً علنياً أو سياسياً، ولكن لدينا هواجسٌ كبيرة على الكازينو، ومن هنا فإننا نعمل على إنشاءِ ملفٍ متكامل لنرَ المشكلة بشكل شفافٍ وعلمي، والتي هي على أكثر من صعيد!! ومداها الموجود».
ورغم الهواجس التي يبديها فرعون من تطور الأوضاع داخلياً أو على الحدود، فإنّ الخطة التي وضعها خلال آذار ونيسان الماضيين (LIVE LOVE LEBANON) استطاعت أن تؤتي ثمارها، ومنعت الانهيار بل أعطت نتائج طيبة خلال ألأشهر الثلاثة الماضية، ولا سيما على صعيد السياح العرب. إذ سجل مجموعهم خلال حزيران وتموز وآب ارتفاعاً بنسبة 27،31 في المئة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2013. وشكل الوافدون العرب 34،1 في المئة من إجمالي الوافدين الى لبنان خلال شهر آب من العام 2014. فيما ارتفعت نسبة الإشغال الفندقي خلال الأعياد الى مستويات عالية وصلت الى 70 في المئة في بيروت ونحو 90 في المئة في المناطق.
وفي تقويمه للوضع السياحي، قال فرعون «لبنان يعاني أزمة سياحية منذ ثلاث سنوات. فمنذ 2010 ضرب قطاع السياحة، ونزل عدد الوافدين الى لبنان من نحو 2 مليوني سائح أكثر الى أقل من 1،2 مليون سائح أخيراً، وكنا في لبنان قد وضعنا خلال الصيف خطة مهمة، لكن ما حصل في العملية الارهابية في حزيران (احداث عرسال واستهداف الارهابيين لفندق في بيروت)، وتركيز الاعلام على ما حصل، خلق توتراً وصدمة سلبية انتجت توقف السياح الاجانب والعرب للمجيء الى لبنان، إنما استطعنا الحفاظ على اللبناني الذي لم يأتِ خلال 2012 و2013.. ورغم ذلك، وفي ظل ما يحصل في عرسال وعدم انتخاب رئيس وتعطيل مجلس النواب بالإضافة الى الأحداث الاقليمية من سوريا الى اليمن مروراً بالعراق وغيرها، تعتبر الحركة السياحية في لبنان نسبياً مقبولة على صعيد المهرجانات، ومجيء اللبنانيين من الخارج».
وعن مصير الخطة التي وضعها مع دخوله الحكومة السّلامية، وأين أصبحت، قال فرعون «نحن وضعنا الخطة لإحداث صدمة ايجابية، بعد أن كنا في وضعٍ سياحي يرثى لهُ، وقد فعلت الخطة فعلها لجهة البرامج وانشاء موقع الكتروني وسلة الحوافز التي قدمناها لجذب الشباب الى لبنان، كما أننا وضعنا خطة كطويلة ألأمد، ولكن ذلك يحتاج الى جو ومناخ استقرار، ولو تحسن الوضع لكانت أمضى وأشد فعالية، على أي حال فقد منعنا تفاقم الاحباط وأنقذنا القطاع رغم كل الظروف، وعملنا على تفعيل السياحة الريفية».
وأكد فرعون أنه «رغم التمسك بالأمن ودعم الحرية والديموقراطية ومؤسسات الدولة، فإننا من خلال وزارة السياحة وغيرها نحاول إعادة ثقافة المقاومة من أجلِ الحياة «ونحن راضون عن عدم الاستسلام».
أهم الأرقام للأشهر الثلاثة الماضية
وبالعودة الى ارقام عدد السياح الوافدين الى لبنان، سجل مجموعهم خلال الاشهر الثلاثة (حزيران ـ تموز ـ آب) من العام 2014 ارتفاعاً بنسبة 12،5% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2013.
وشهد شهر حزيران 2014 ارتفاعاً في عدد الوافدين الى لبنان من معظم الدول العربية والأجنبية. وسجل هذا الشهر أكبر عدد من الوافدين منذ بداية العام 2014 حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 142،163 مسجلين ارتفاعاً بنسبة 4،3% مقارنة مع شهر حزيران 2013. وقد بلغ عدد الوافدين العرب 47،190 خلال شهر حزيران من العام الجاري 42،396 من الأوروبيين و 29،137 من قارة اميركا.
وسجل شهر آب 2014 ارتفاعاً في أعداد الوافدين الى لبنان بنسبة 9/7% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2013، حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 150،650 في شهر آب 2014 مقابل 137،293 خلال شهر آب 2013.
كما شهد شهر تموز 2014 ارتفاعاً في عدد الوافدين الى لبنان من معظم الدول العربية والأجنبية، وقد سجل اعلى نسبة وافدين منذ بداية العام 2014. وقد بلغ عدد الوافدين الاجمالي 161،222 مسجلين ارتفاعا بنسبة 24،9% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق حيث بلغ عدد الوافدين 129،922 وافداً. في حين سجل هذا العدد ارتفاعاً بنسبة 13،4% مقارنة مع الشهر السابق اي حزيران 2014 حيث بلغ عدد الوافدين 142،163 وافداً، مع العلم ان شهر تموز هذا العام تزامن مع شهر رمضان المبارك.