تشكّل حملة ضربات “التحالف الدولي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية والعراق فرصة ذهبية لصانعي الأسلحة في أميركا، إذ إنها تستلزم نفقات بملايين الدولارات لشراء قنابل وصواريخ وقطع غيار للطائرات، إضافةً إلى تأمين تمويل لتطوير طائرات فائقة التقدم.
وقال نائب رئيس مجموعة “تيل غروب” للاستشارات ريتشارد أبو العافية: “إنها الحرب المثالية للشركات التي تتعامل مع الجيش، وكذلك للمطالبين بالأموال المخصصة للدفاع”، مضيفاً أنّ “الإجماع يتجه نحو زيادة في نفقات الدفاع إزاء الظروف الخطرة التي نواجهها”.
وتابع قائلاً: “إنّ الهدف الرئيس لشنّ الهجمات سياسي. وأن هناك عدداً من أعضاء الكونغرس بدأوا يدعون الى خفض النفقات العسكرية”، لكن ليحصل هذا يتحتّم عليه التخلي عن قانون ينص على تحديد سقف لنفقات البنتاغون بحوالى 580 بليون دولار لعام 2014.
وبدأت أسهم شركات البورصة الرئيسة التابعة للبنتاغون في الارتفاع منذ أرسل الرئيس الأميركي باراك أوباما “مستشارين” عسكريين إلى العراق في حزيران (يونيو)، وواصلت ارتفاعها لاحقاً مع بدء الضربات الجوية في العراق مطلع آب (أغسطس).
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتفعت أسعار أسهم شركة “لوكهيد مارتن” بنسبة 9.3 في المئة، فيما ارتفعت أسهم شركة “رايثيون ونورثروب غرامان” إلى 3.8 في المئة وأسهم “جنرال دايناميك” إلى 4.3 في المئة.
في المقابل، تراجع مؤشر شركة “ستاندارد آند بورز” وهي إحدى أكبر 500 شركة مالية أميركية بنسبة 2.2 في المئة.
وبعد أيام قليلة على توسيع الضربات ضدّ “داعش”، فازت شركة “رايثيون” بعقد قيمته 251 مليون دولار لتسليم البحرية صواريخ “كروز” من طراز توماهوك.
وأطلقت السفن الأميركية في الليلة الأولى لشنّ الهجوم على سورية في 23 أيلول (سبتمبر) 47 صاروخاً من طراز توماهوك، ثمن كل منها يساوي حوالى 1.4 مليون دولار.
وإن كان تأثير الضربات لا يزال حتى الآن محدوداً، إلاّ أنّ المحلّلين يشيرون إلى أنّ ذلك “لم يضعف إقبال المستثمرين على توظيف أموالهم في شركات القطاع الدفاعي”.
وقال لورين تومسون من معهد “ليكسينغتون” إنّ أحوال الشركات المتعاقدة الكبرى أفضل بكثير مما كان الخبراء يتوقعونه قبل ثلاث سنوات”. فمع اندلاع الحرب واحتدامها، تجني هذه الشركات أرباحاً ليس فقط بفضل العقود التي توقعها مع الحكومة الأميركية، بل أيضاً بفضل عقود مع بلدان أوروبية او عربية مشاركة في التحالف ضد “داعش”، تسعى الى إعادة تشكيل مخزونها من الذخائر والاستثمار في قواتها الجوية”.
وفي سياق متّصل، من المتوقع أن يسمح النزاع بتطوير أسواق طائرات التموين والمراقبة والطائرات من دون طيار التي تقوم حالياً بمهمات تعتبر أساسية في العراق وسورية.
وإن كان البنتاغون يستعد قبل عام لتخفيضات كبيرة في موازنته، إلا انّ الحملة الجوية ضد التنظيم والتوتر الناجم عن الازمة في أوكرانيا، سرعان ما بدّلا المعطيات في واشنطن.