Site icon IMLebanon

الخلفية الاقتصادية-الاجتماعية لاحتدام التنافس على رئاسة البرازيل

FinancialTimes
جو ليهي

على الرغم من الاحتجاجات العامة والمشكلات الاقتصادية كان من المتوقع أن تتولى ديلما روسيف الرئاسة لفترة ولاية ثانية، لولا أن ظهرت مارينا سيلفا كمنافسة خطيرة – على أن السباق الآن انحسر من ثلاثي إلى ثناني: بين روسيف ونيفيس، ومن الصعوبة جداً تحديد الفائز في الجولة الأخيرة في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

مارلي ميوس ماسيل لا شك أن لديها رأيا حول مدى احتمال تصويت مجتمعها الفقير القائم بجانب النهر بالتصويت في الانتخابات الرئاسية في البرازيل.

تقول المُقيمة في ريو اتاكوروسا، وهي ممر مائي في ولاية بارا الأمازونية في البرازيل: “هنا يصوّت سكان منطقة النهر بالتصويت للون الأحمر تقليدياً”، مشيرةً إلى لون حزب العمال يسار الوسط الحاكم، أو PT، التابعة له الرئيسة الحالية ديلما روسيف.

وسرعان ما أصبح السبب واضحاً. المرأة البالغة من العمر 23 عاماً، التي تعيش في كوخ خشبي على الركائز الواقعة بين أشجار نخيل أكى، لديها ثلاثة أبناء من ثلاثة آباء مختلفين.

الرجال يساهمون بالمساعدة، لكن مثل الكثيرين هنا، يتكوّن دخلها من 306 ريالات برازيلية (125 دولارا) التي تتسلمها من برنامج بولسا فاميليا، وهو راتب شهري تدفعه الحكومة للعائلات الفقيرة قدّمه حزب العمال قبل أكثر من عشرة أعوام.

لقد تحوّلت الانتخابات، التي على الأرجح أن يتم تقريرها في جولتين، مع جولة الإعادة المقرر عقدها في السادس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر)، إلى مسابقة مثيرة بين امرأتين مع قصص حياة مقنعة. إنهما الرئيسة روسيف، التكنوقراطية والعضو السابق في حزب اليسار، ومارينا سيلفا، عضو مجلس الشيوخ السابقة التي نشأت فتاة أمية تعمل في جمع المطاط، وتصور نفسها كأنها وكيل للتغيير، في الجولة الأولى.

حتى أوائل شهر آب (أغسطس) كانت الانتخابات تميل إلى فوز حزب العمال. أكثر من 14 مليون عائلة برازيلية تتسلم الرواتب من برنامج بولسا فاميليا، أو نحو ربع عدد سكان البلاد البالغ 200 مليون نسمة، الأمر الذي يمنح حزب العمال ما يبدو أنه كان قاعدة سياسية لا يمكن تعويضها تقريباً.

خلال فترة حُكم الحزب البالغة 12 عاماً، أكثر من نصف عدد سكان البرازيل نشأوا ضمن الطبقة المتوسطة، المعروفة بأولئك الذين يكسبون أكثر من 1,734 ريالاً للفرد الواحد للأسرة الواحدة.

على أن في الإمكان القول إن حزب العمال أصبح ضحية نجاحه. الطبقة المتوسطة الدُنيا الجديدة في البرازيل أصبحت عبارة عن مستخدمين محبطين من الخدمات العامة. المستشفيات غير المطابقة للمواصفات والمدارس الحكومية الكئيبة في البلاد، فضلاً عما يراه الناس من تفشي الفساد، والخوف من أن الاقتصاد الراكد قد يُشير إلى أوقات أصعب في المستقبل، تقود كثيراً من الناس للبحث عن التغيير.

هذا ما حوّل انتخابات عام 2014 إلى المسابقة الأقرب منذ جيل، حيث إن المستائين في البرازيل يرفضون الوضع الراهن من خلال التطلّع إلى سيلفا من قبل ونيفيس الآن. لقد تكرر هذا في انتخابات أخرى حدثت في الفترة الأخيرة.

في الهند تحوّل الناخبون هذا العام ضد الحكومة الحاكمة من خلال انتخاب ناريندرا مودي، السياسي من أحد الأحزاب السائدة، لكن الذي كان يُنظر إليه أنه محفوف بالمخاطر في بلاد متعددة الثقافات، بسبب ماضيه اليميني. وفي إندونيسيا، ساند الناخبون جوكو ويدودو، الذي يأتي نسبياً من خارج التيار السياسي العام.

يقول تيموثي باور، المُحاضر في الدراسات البرازيلية في جامعة أكسفورد: “إن مارينا هي أقرب ما تكون لصوت الاحتجاج، عكس نيفيس”.

بالنسبة للمستثمرين العالميين، فإن التصويت حاسم، وبما أن الاقتصاد في فترة ركود تقنية في النصف الأول، وحساباته المالية العامة في تراجُع، فإن سابع أكبر اقتصاد في العالم – التي كان فيما مضى نجم الأسواق الناشئة – يمكن أن يتجه نحو وضع السندات الخطرة ما لم يتخذ الرئيس التالي خيارات إنفاق صارمة.

يقول مارسيلو سالومون، خبير الاقتصاد في باركليز: “إذا لم تُشر الرئيسة التالية إلى تغييرات مادية بالطريقة التي تتحرك بها الأمور على الجانب المالي، بإمكاننا رؤية، خلال الربع الأول أو الثاني من عام 2015، تخفيض المرتبة الائتمانية من قِبل إحدى وكالات التصنيف الائتماني”.

باعتبارها الخليفة المباركة لسلفها، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يحظى بشعبية واسعة، فقد رحبّت الأسواق بدايةً بروسيف في عام 2011 باعتبارها تكنوقراطية مؤهلة، لكن الاقتصاديين يرون أن حكومتها بدأت التدخل في أسعار الوقود والطاقة والقطاع المالي، وهو ما أدى إلى تقويض الثقة.

لقد تباطأ النمو الاقتصادي أكثر منذ التسعينيات، بمعدل يبلغ أقل من 2 في المائة سنوياً، في حين أن التضخم اقترب من أعلى نطاق للبنك المركزي البالغ 6.5 في المائة.

كما تدهور الفائض الأوّلي، وهو الرقم قبل مدفوعات الفائدة، ما أثار المخاوف حول سلامة الموارد المالية العامة طويلة الأجل.

وكالة ستاندارد آند بورز خفضت التصنيف إلى مرتبة واحدة أعلى من المرتبة ذات السندات الخطرة هذا العام، بينما عمدت خدمات المستثمرين في “موديز” الشهر الماضي إلى تغيير توقعات التصنيف الائتماني إلى تصنيف سلبي. على الجبهة السياسية، فازت روسيف بالاستحسان في عامها الأول عن طريق طرد وزراء تم اتهامهم بالفساد، ومن خلال توسيع برامج الرعاية الاجتماعية في البرازيل. إلا أن الاستياء الشعبي من الخدمات العامة كان واضحاً عندما احتج الملايين ضد إنفاق الحكومة على بطولة كأس العالم 2014. كما تضررت سمعتها أكثر بسبب فضيحة الفساد في “بتروبراس”، شركة النفط المملوكة للدولة التي كانت تُديرها قبل أن تصبح رئيسة البلاد.

على الرغم من كل هذا، كانت روسيف لا تزال المتصدرة في استطلاعات الرأي في بداية شهر آب (أغسطس) ضد أسيو نيفيس، مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي المؤيد للأعمال، المنافس التقليدي الوسطي لحزب العمال، عندما بدأت المأساة. منافسها في المرتبة الثالثة، إدواردو كامبوس، قُتل في حادث تحطم طائرة، ما فتح المجال أمام المرشحة لمنصب نائب الرئيس، مارينا سيلفا، لتقف مكانه.

لقد كان أداء سيلفا قوياً في الانتخابات الرئاسية عام 2010، حيث حازت المركز الثالث بـ 19 مليون صوت، دون دعم الحزب السائد. مع ذلك، كانت بداية حملتها لـ 2014 صعبة عندما فشل حزبها المحتمل، ريدي، بجذب ما يكفي من التواقيع للتسجيل في الانتخابات. وهذا دفعها للانضمام إلى كامبوس لتحتل منصب نائب الرئيس لحزبه الاشتراكي البرازيلي.

سيلفا، التي ولدت فقيرة، علّمت نفسها القراءة وحصلت على شهادة في التاريخ. لقد تغلبت على المرض للانضمام إلى مناصر حماية البيئة الأكثر شهرة في البرازيل، الراحل شيكو مينديز، ضد علم مربي الماشية على إزالة الغابات. بعد الانضمام لحزب العمال، توّلت منصب وزير البيئة في عهد لولا دا سيلفا لكنها استقالت في عام 2008 بعد أن ازدادت الهوة بينهما.

يقول إدواردو جيانيتي، المستشار الاقتصادي البارز لسيلفا وأستاذ في كلية إنسبير للأعمال في ساو باولو: “أعتقد أن قائداً وطنياً بصفات مارينا أمر نادر في أي مكان في العالم. إنها تسير على خُطى نيلسون مانديلا، أو المهاتما غاندي، أو مارتن لوثر كينج، قائد يرتكز على الأخلاق والقيم”.

بعد دخول السباق الرئاسي في الثامن عشر من آب (أغسطس)، تصدّرت سيلفا الفور في استطلاعات الرأي على روسيف، عندما تم سؤال الناخبين عن الشخص الذي يريدون انتخابه في الجولة الثانية من الإعادة.

موضوع حملتها يجمع بين “أفضل عناصر” حزب العمال اليساري وحزب الديمقراطية الاجتماعية البرازيلية الوسطي، حيث تتعهد في الحفاظ على المزايا الاجتماعية لحزب العمال، خاصة برنامج بولسا فاميليا، وفي الوقت ذاته العودة إلى الإدارة الاقتصادية المعقولة للحزب الديمقراطي الاجتماعي، فعندما كان في السلطة في التسعينيات، قدّم الحصافة في المالية العامة، التي تستهدف التضخم والعملة العائمة التي يعزو إليها السبب في التغلب على تاريخ الأسعار المنفلتة من عقالها في البرازيل. كما تعهدت بمنح أيضاً الاستقلال التام للبنك المركزي.

يقول مستشارو سيلفا إنها ستقوم على الفور بإجراء التعديلات التي طالبت بها السوق – استعادة فائض الميزانية الأساسي إلى مستويات سليمة، التي قدّرها خبراء الاقتصاد بنحو 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بأقل من 2 في المائة الآن. هذا من شأنه إيجاد “صدمة إيجابية” حيث التضخم سينخفض وأسعار الفائدة – التي تقف الآن عند نسبة 11 في المائة – يمكن أن تنخفض.

في الأسبوعين التاليين لترشيحها، ارتفعت السوق ما يقدر بنحو 9 في المائة قبل التخلّي عن بعض تلك المكاسب مع تنظيم روسيف لعودة قوية في استطلاعات الرأي. ذكر بنك باركليز في تقرير يتوقع فيه فوز سيلفا: “إن برنامجها الاقتصادي سيجلب التغيير الإيجابي لنظام الحُكم إلى البرازيل – من المرجح أن يكون 2015 عام التعديلات، لكن النمو الأفضل يمكن أن يبدأ خلال عام 2016”.

كثير من رجال الأعمال، بينما يحجبون التعليق علناً خوفاً من رؤيتهم يدعمون أحد الطرفين، بدعم برنامجه الاقتصادي. وهم يشيرون إلى ارتباط سيلفا الوثيق بشخصيات الأعمال، مثل جويلهيرم ليل، الملياردير الذي بنى واحدة من العلامات التجارية الأبرز في البلاد، سلسلة منتجات الجمال ناتورا، وماريا أليس “نيكا” ستوبال، من أفراد إحدى العائلات المُسيطرة على أكبر بنك في القطاع الخاص، إيتاو يونيبانكو، وهي الثغرة التي أثّرت بشكل سلبي في حملة مارينا سيلفا.

هناك بعض التساؤلات عما إذا كانت ستحافظ على سياسة متشددة فيما يتعلق بالبيئة، وذلك بعرقلة مشاريع البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها وتقييد القطاع الأكثر تنافسية في البرازيل، قطاع الصناعات الزراعية.

هناك آخرون يشعرون بالقلق حول ما إذا كانت ستكون قادرة على الوفاء بوعودها بشأن الإنفاق، ولا سيما التعهد بزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 10 في المائة من الميزانية، لكن جيانيتي يقول إن موازنة الميزانية ستكون لها الأولوية. وأضاف أنه لن يكون هناك أية “مغامرات اقتصادية”.

يبدو أيضاً أن رسالة سيلفا تصل إلى الناخبين. تقول روزا أنطونيا دو سانتوس، وهي خادمة في ساو باولو: “إن حكومة ديلما اليوم في حالة فوضى. إنها القصة القديمة نفسها – قبل أن تتولى الحُكم، وعدت بالكثير، وبعد ذلك انتهى بها الأمر بعدم القيام بأي شيء. أنا أعتقد أن مارينا بإمكانها إجراء بعض التغييرات الكبيرة”.

في الأسابيع الأخيرة، شنت روسيف المسلحة بميزة ساحقة في الإعلانات الانتخابية المجانية على شاشة التلفزيون، المُقسّمة بين المرشحين بناءً على دعمهم في الكونجرس، حملة سلبية ماكرة قائلةً إن فوز سيلفا يمكن أن يُكلّف البرازيليين التحسينات التي حصلوا عليها بشق الأنفس في المستويات المعيشية.

في أحد الإعلانات الأخيرة، لفت حزب العمال الانتباه إلى الصلة بين اقتراح سيلفا بجعل البنك المركزي مستقلاً، واختفاء الطعام عن طاولات البرازيليين العاديين.

كما عزز حزب العمال بتعزيز رسالته عن مدى تحسّن الأمور أثناء تولّيه الحكم. على الرغم من اقتصاد البرازيل الضعيف، إلا أن معدل البطالة يبقى منخفضاً والأجور الحقيقية ترتفع.

هذا الهجوم سمح لروسيف بالتعادل مع سيلفا في آخر استطلاع للرأي الذي أعدته مجموعة الأبحاث آيبوب بنسبة 41 في المائة لكل منهما.

يقول محللون إن الخوف المشروع من حكومة سيلفا هو الطريقة التي ستحكم بها لأن حزبها الاشتراكي من المرجح أن يحصل على 30 – 40 مقعداً فقط من مقاعد مجلس النواب البالغة 513.

قد يكون الحزب قادراً على الاعتماد على 50 – 60 مقعداً آخر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لكنه سيحتاج إلى أكثر من 200 مقعد للسيطرة على المجلس.

هذا قد يعني أنه على الرغم من وعودها بتغيير السياسات البرازيلية، إلا أن سيلفا ستضطر للمشاركة في الصفقات التجارية التقليدية للوزراء مع أحزاب أخرى، وذلك لتمرير سياساتها.

فشلها في ذلك يمكن أن يؤدي إلى رئاسة غير فاعلة. يقول باور: “الأحزاب لا تدعمك في مجلس الشيوخ فقط لأنها تحبك، بل بسبب المقاعد على طاولة مجلس الوزراء”.

بالنسبة لسيلفا ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة. بعد الجولة الأولى سيكون لها درو في حسم النتيجة إما بمساندة روسيف أو نيفيس. حيث سيكون تحدّيها في الأسابيع المقبلة هو إقناع الطبقة المتوسطة الدُنيا والفقراء في البرازيل إما بالتصويت لحزب العمال وإما الرقص مع المجهول نيفيس، بحثاً عن مستقبل أفضل. يقول توني فولبون، خبير الاقتصاد في بنك نومورا: “في حين أن البرازيليين يريدون التغيير، إلا أنهم يريدون بوضوح التغيير “الآمن” أو “الموثوق” الذي لن يُعرّض المكاسب الاقتصادية في العقد الأخير للخطر”، وهو ما يبرزه احتلال نيفيس المركز الثاني، وليس مارينا في الجولة الأولى. بالنسبة للبرازيل المخاطر كبيرة على حد سواء. كلتا المرشحتين وعدت بنظرة مختلفة جذرياً عن الاقتصاد من – روسيف وعدت بالصيغة نفسها التي قادت البلاد إلى الركود التقني، بينما وعدت سيلفا بخطة للعودة إلى سياسات تقليدية أكثر – ازدهار البرازيل خلال الأعوام الأربعة المقبلة سيكون في الميزان. عموماً نظرة سيلفا تكاد أن تخدم نيفيس، الآن.

الرعاية الاجتماعية لجيل

أمة ضائع

أريسينا أفيز دي أوليفيرا، القائمة في أبايتيتوبا، بلدة السوق النشطة التي تخدم مجتمعات النهر النائية في ولاية بارا الأمازونية في البرازيل، مسؤولة عن إجراء “بوسكا أتيفاس”، أو عمليات بحث فاعلة.

وهذه هي رحلات ميدانية للعثور على الأشخاص الفقراء جداً الذين لم يحصلوا بعد على مساعدة الحكومة الفيدرالية، أو على مساعدة أولئك الذين يعيشون على الرعاية الاجتماعية، لكنهم يواجهون كذلك صعوبة في تلبية بعض الشروط، مثل إرسال أطفالهم إلى المدارس أو الحصول على التطعيمات.

بعض العائلات معزولة جداً عن المجتمع السائد بحيث لا يملكون حتى الوثائق الأساسية، مثل شهادات الزواج أو الولادة. تقول أوليفيرا، “لقد وجدنا ذات مرة صبياً لا يملك حتى اسماً رسمياً أولا أو اسم عائلة مناسبا، مجرد لقب، تاتو [أرماديلو]. عندما تم تسجيله، في عمر 12 عاماً، اختار أخيراً اسم حقيقي، بينيديتو [بنديكيت]”. “عمليات البحث الفعّالة” هي جزء من نظام واسع لمزايا الرعاية الاجتماعية المبنية حول برنامج بولسا فاميليا، وهو راتب شهري يُدفع للفقراء بشرط إرسال أطفالهم إلى المدرسة والعيادات الصحية. يقول البنك الدولي إنه بتكلفة تبلغ نحو 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فقد تمت الإشادة بالراتب باعتباره ناجحاً، من خلال المساهمة بتخفيض الفقر من أكثر من 16 في المائة من عدد السكان في عام 2007 إلى 9 في المائة في عام 2012.