كان لافتا تعقيب مصدر أميركي مسؤول على الانفجارين اللذين استهدفا دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، طارحا سؤالا قد يثير استغراب البعض: “هل قرر حزب الله وخلفه إيران بدء الانسحاب التدريجي من سورية، بلا إعلان واضح ومكتوب؟”
يقول هذا المصدر «إن قيادة الحزب ليست بالخفة أو الغباء لتعلن مسؤوليتها عن عملية شبعا، وهي تعلم أن قواعد الاشتباك الشامل مع إسرائيل ليست مزحة”.
ويؤكد “ان الحديث عن تغيير في هذه القواعد في منطقة المزارع، لا يشي بتغيير قواعد اللعبة في الجنوب.فالأمران ليسا متشابهين، خصوصا ان الظروف السياسية والإقليمية والموضوعية لمنطق المواجهات التي كانت تحكم النزاع بين الحزب وإسرائيل قد تغيرت تماما”.
ويرى المصدر “أن الأمر قد يكون إعلانا مفصليا من جانب الحزب، في محاولة منه لإعادة استحضار حيثية سياسية وايديولوجية تسمح له مجددا بترميم موقعه ودوره على المستوى اللبناني، بعد الجروح المثخنة التي أصابته في سوريا، وتآكل رصيده على هذا المستوى”.
ويسأل المصدر: “هل بدأت هذه الحقائق تفرض نفسها على تفكير حزب الله، وهل بدأ يشعر بعمق الورطة التي أوقع نفسه فيها، في مواجهة خزان بشري يفوقه مئات المرات، ويستخدم خطابا سياسيا مبنيا على أيديولوجية دينية؟”
ويعتبر أن “تنظيم انسحابه من “الوحول” السورية سيكون عملا شاقا ومتدرجا، وسيوظف له الحزب إمكانات مادية وإعلامية كثيرة، على رغم غزارة التصريحات التي تؤكد جهوزيته للمواجهة في أي مكان”.