قرر “الاتحاد من اجل المتوسط” تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان عبر تمويل عدد من المشاريع، على ان تحضر المؤتمر الذي سيعقد في شهر حزيران 2015 المؤسسات والمنظمات المانحة والمصارف والمؤسسات الدولية المانحة والمقرضة. وتم الاتفاق، خلال ورشة عمل نظمتها وزارة المغتربين، على تأليف لجنة اعداد تضم الإدارات اللبنانية المعنية والاتحاد من اجل المتوسط، على ان تعقد اجتماعا أوليا في شهر تشرين الثاني المقبل، وترفع على أساسه الإدارات اللبنانية المشاريع التي تنوي تقديمها الى المؤتمر، من اجل وضعها وترتيبها بالاولويات اللازمة. وتم تنظيم ورشة عمل مع “الاتحاد من اجل المتوسط”، لمناسبة زيارة الامين العام للاتحاد فتح الله سجلماسي، افتتحها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حضور وزيري الثقافة روني عريجي، والصناعة حسين الحاج حسن، ومديرين عامين ورؤساء بلديات.
بدءا كلمة ترحيبية للسفيرة دونا الترك، أشارت فيها الى “ان لبنان لم يفد حتى اليوم من الفرص والتقديمات والإمكانات المتاحة من الاتحاد من اجل المتوسط”، متمنية “ان يصار الى مواكبة حاجات لبنان وتأمين سبل تحقيق مشاريعه من خلال برنامج الاتحاد”.
وألقى باسيل كلمة لفت فيها الى ان الاتحاد من أجل المتوسط عمد إلى إرساء مشاريع عدة في مجال التعاون الإقليمي ارتكزت على احترام مبدأ المرونة الهندسية الـgéométrie variable، آخذا في الاعتبار خصوصيات الدول وأولوياتها، متغلبا تاليا على انقسامات الواقع السياسي في الحوض المتوسطي.
واقترح بعض المشاريع التي أمل أن تترجم في المستقبل على الأرض:
– في مجال التربية والتعليم: تطوير برامج تدريب مهني (formation technique) وبرامج تدريب متواصل (formation continue)
– في مجال الطاقة: العمل على إنشاء مراكز لتوليد الطاقة المتجددة.
– في مجال الاقتصاد: السعي إلى تأمين التمويل اللازم لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (petites et moyennes enterprises) في القطاعين الصناعي والزراعي إذ يساهم هذا الأخير في حماية مناطقنا الريفية وتعزيز قدراتها. وفي هذا الإطار يمكن النظر في آلية لتوفير ضمانات مالية للمستثمرين من مصادر خاصة (المصارف).
– في مجال تنمية قدرات وحدات الدفاع المدني: تعزيز إمكانات هذه الوحدات في مكافحة الحرائق.
– في مجال التطوير العمراني: الطلب من الاتحاد المساعدة في تمويل خطط طويلة الأمد تهدف إلى ترشيد التنظيم المدني والحد من عشوائيته.
– في المجال الاجتماعي: تمكين المرأة وتعزيز دورها (women empowerment) في كافة القطاعات، لا سيما منها القطاعات الاقتصادية المنتجة. وأبلغنا الأمين العام أن الاتحاد سوف يعلن من بيروت عن إطلاق مشروع جديد بهذا الخصوص يضم لبنان وتونس وتركيا”.
من جهته لفت الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط فتح الله سجلماسي الى “ان لبنان يشارك في 6 مشاريع معتمدة من المنظمة اضافة الى 7 مشاريع اخرى في سياق البحث والتقييم. وبمقدورنا ان ندعم، بفضل تضافر الجهود مع الحكومة اللبنانية، المزيد من مشاريع التعاون”.
وعقدت الجلسة الاولى من اجل عرض آلية تقديم المشاريع الى الاتحاد في مختلف القطاعات التي تحظى بالأولوية لديه، وشرح طرق عمله وكيفية تنشيط مشاركة وافادة لبنان من نشاطاته، وتحدث فيها كل من ماريو مارياني ومعين سيناوي من الاتحاد.
وكانت الأمانة العامة لـ”الاتحاد من أجل المتوسط” أطلقت المرحلة الأولى من مشروعها الجديد “صقل مهارات الفتيات من أجل التوظيف” المقدّم من منظمة خدمات التعليم والتدريب في الشرق الاوسط واميركا “amideast”، في حفل أقيم في المعهد الفرنسي في لبنان.
ويهدف المشروع الى دعم المرأة الشابة والفتاة في كل من المغرب والاردن ولبنان وتونس ومصر، من اجل اكتساب المعرفة اللازمة للدخول الى سوق العمل. ويحظى هذا المشروع بدعم من وزارة الخارجية في النروج، وإدارة العلاقات الخارجية للإقليم الفلمنكي، وشركة “بيبسكو”، الى جانب الأمانة العامة لـ”الإتحاد من أجل المتوسط” والاتحاد الأوروبي.
وشارك في الحفل نائبة الامين العام لـ”الإتحاد من اجل المتوسط” للشؤون الاجتماعية والمدنية دلفين بوريون، ممثلة الحكومة اللبنانية المديرة العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية رندا ابو حمدان، مستشار الوزير المسؤول عن قسم التنمية المستدامة في بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان مارسيللو موري، القائم بأعمال السفارة الاردنية في لبنان نادر طروانة، رئيس”أميديست” “amideast” تيودور قطوف، المديرة الاقليمية لبرامج اللغة الانكليزية لـ”أميديست” هيلينا سيماس، ومسؤول القسم القانوني في المنطقة لشركة “بيبسيكو” جورج الحايك وعدد من المعنيين.