كشف تقرير استخباري أوروبي عن أن إحدى دول أميركا اللاتينية نقلت إلى الحكومة الايرانية صور أقمار تجسس اصطناعية التقطها أحدها فوق سوريا ولبنان أخيراً، تظهر بوضوح حشوداً كثيفة يقدر عدد عناصرها بآلاف من المقاتلين المتشددين ينتشرون على مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية فوق بلدة عرسال، وأقاموا تحصينات وحفروا خنادق وأنفاقاً استعداداً لفصل الشتاء، “ما يوحي بأنهم أنشأوا إحدى أكبر قواعدهم داخل الاراضي السورية على طول المرتفعات الجبلية وصولاً الى التلال المشرفة على البقاع الأوسط حيث المطار العسكري الأكبر في لبنان في بلدة رياق البعيدة عن عرسال نحو خمسة كيلو مترات”.
وذكر التقرير، الذي نشرت جزءا منه صحيفة “السياسة”، أنه فيما تقدمت قوات المعارضة السورية في القلمون، “تقدمت هذه الحشود أكثر فأكثر من بلدات لبنانية بقاعية بينها عرسال والقاع ورأس بعلبك، وشقت طرقات جديدة لبلوغ الحدود اللبنانية، فيما ضاعفت “جبهة النصرة” عدد أفرادها الذين يأسرون جنوداً لبنانيين”.
وكشف التقرير عن أن ميليشيات “حزب الله” التي تقاتل الى جانب نظام الاسد على جبهات عدة، “أصيبت بالخسائر البشرية الأكبر خلال الاسابيع الاربعة الماضية في بلدات ومرتفعات القلمون، حيث قدرت اوساط في الجيش الحكومي السوري لوفد روسي يزور دمشق ان تلك الخسائر بلغت أكثر من 140 قتيلاً و180 جريحاً منذ منتصف أيلول الماضي”.
ونسب التقرير إلى مسؤول في “حركة أمل” قوله “إن الشارع الشيعي متوسط الحال لم يعد متهافتاً كما من قبل على التطوع في “حزب الله”، فيما حتى المحتاجون من الشباب الشيعي العاطل عن العمل باتوا أكثر تردداً في الانخراط بالحزب الذي يرسلهم جنوباً وشمالاً ووسطاً لمقاتلة أعدائه خارج الحدود، رغم زيادة رواتب الفرد منهم منذ نهاية أيار الماضي، كما أن رؤساء كوادر وقياديين عسكريين وأمنيين بدأوا يتساءلون: إذا كانت ايران تحاول إنقاذ نظام الاسد من الانهيار فلماذا ترسلنا نحن الى “المسلخ” ولماذا لا ترسل عشرة آلاف من حرسها الثوري الى دمشق كما فعلت في العراق؟”.
واضاف التقرير الالماني الاستخباري ان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والعصبة الصغيرة الملتفة حوله “قد يتوصلان قريباً جداً الى التخلي عن ممانعتهما توسيع مهمة قوات “يونيفيل” في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية لتشمل الحدود السورية في شرق لبنان وشماله، لأن تلك القوات ستشكل حاجزاً آمناً لميليشيات الحزب الايراني من المسلحين التكفيريين المتحلقين حول لبنان لاجتياحه، كما تشكل له حزاماً آمنا آخر مع الجيش الاسرائيلي منذ حرب 2006 وصدور القرار 1701″.