على العالم أن يستعد لثورة صناعية جديدة؛ هذا ما يؤكده عدد من رؤساء كبرى الشركات العالمية، محرك هذه الثورة تقنيات جديدة أبرزها الإنترنت الصناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد.
ولم تعد أجهزة التيليكس والفاكس والبيجر وغيرها مصطلحات يعرفها كل من عمل في الثمانينيات معروفة حالياً، ومن يعمل اليوم لديه كلمات مختلفة تماماً يستخدمها يومياً في الحياة والعمل مثل الإيميل وغوغل وفيسبوك وتويتر.
المرحلة المقبلة أيضاً لها مصطلحاتها وأبرزها الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي ستغير الصناعة بشكل جذري، حيث تستطيع هذه التقنية طباعة أي مكون صناعي والعمل حالياً على طباعة الأنسجة البشرية.
ويعتمد مستقبل الصناعة على هذه التقنية، والتي ستمكن من طباعة أي شيء من السيارة إلى أجهزة الإنسان كالقلب والرئة.
وظهرت هذه التقنية لأول مرة أوائل الثمانينيات ولكنها وصلت اليوم لتسمح بصناعة منتجات جديدة كليا، ولم تخطر على بال أحد، كما أنها تسرع من دورة الإنتاج ابتداء من التصميم وانتهاء بالتصنيع.
هذه التقنية وهي ضمن منظومة متكاملة تعرف بالتصنيع المتقدم، تسرع بشكل هائل من دورة الإنتاج، وتراهن كبرى شركات العالم على هذه الطابعات التي بدلاً من الحبر والورق تستخدم أي مادة وعلى الإطلاق.
ويراهن الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك جيف إيميلت على ثورة صناعية بقيادة الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يقول “أعتقد أن التقنية في بدايتها، تطبيقاتها الأولى كانت أشكالا بسيطة مثل غطاء الهاتف الجوال، ولكننا بدأنا بإنتاج مكونات أكثر تعقيداً، مصنوعة من المعادن وليس البلاستيك.. لدي إيمان بأنه على مدى الخمس أو عشر سنوات المقبلة، ستوفر الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة في التصنيع، ستمكنك من عمل المزيد في أماكن أكثر ما سيغير الأمور ولكن ذلك سيأخذ وقتا”.
وضمن مصطلحات المستقبل أيضاً الإنترنت الصناعي وهو اندماج بين الآلة والبرمجيات، فكل آلة صناعية أو غيرها ينجم عن عملها بيانات ضخمة، إذا تم تجميعها ثم تحليلها ستوفر معلومات جديدة يتم توظيفها كفاءة أعلى وصيانة أذكي، معنى ذلك أنه لا أعطال مفاجئة على الإطلاق.
مدير عام خدمات الطاقة لدى جنرال إلكتريك السعودية مازن البهكلي يرى أنه على سبيل المثال في التوربينات الغازية توجد الكثير من المؤثرات مثل نوع الوقود ودرجة الحرارة وغيرها من المعلومات التي يمكن تحليلها والعودة بتوصيات للتشغيل والمحافظة على التوربينات لوقت طويل.
الفكر العالمي أو Global Brainهو العامل الثالث الذي سيحدد مستقبل الصناعة والعمل، بفضل تطور شبكات التواصل الرقمية والإلكترونية لن يكون للجغرافيا أي دور بين إدارة الشركات وموظفيها.
وصاحب العمل أمامه العالم بأسره لاختيار المواهب والعكس صحيح، وفي ظل كل هذا ستتغير قواعد لعبة التوظيف، وسيكون قسم الموارد البشرية أمام عالم جديد، فـ Generation X أو جيل المستقبل لا تحركه العلاوات وساعات العمل، بل يحركه الشعور بالإنجاز والرضا، والمحصلة عالم جديد للصناعة والعمل.