Site icon IMLebanon

شركات الطاقة والخدمات المالية الهدف المفضل لمجرمي الإنترنت

FinancialTimes
هانا كوتشلر

في الوقت الحاضر تكلف الهجمات الإلكترونية على الإنترنت الشركات تقريباً ضعف ما كانت تكلف قبل أربع سنوات، في الوقت الذي تنفق فيه الشركات مزيدا من المال على إعلام الزبائن، وتنظيف أنظمة الكمبيوتر فيها، والتكيف مع حالات الاضطراب في تجارتها. ووفقاً لدراسة مستقلة أجريت على 257 شركة من قبل معهد بونيمون، أصبح متوسط تكلفة كل خرق أمني إلكتروني لشركة معينة في الولايات المتحدة 12.7 مليون دولار، بعد أن كان 6.5 مليون دولار في 2010.
لكن بعض حالات الاختراق البارزة باتت تكلف مبالغ أكبر بكثير. فحين تمت سرقة بيانات البطاقات الخاصة بنحو 40 مليون زبون من شركة تارجيت في السنة الماضية، كلفت العملية شركة التجزئة 148 مليون دولار، إلى جانب رحيل الرئيس التنفيذي.
وبحسب الدراسة التي تمت برعاية شركة هيوليت باكارد، ازدادت الهجمات الإلكترونية الناجحة على الشركات بنسبة 144 في المائة منذ 2010، على اعتبار أن التعقيد المتزايد للهجمات على أجهزة الكمبيوتر كان أسرع من الدفاعات الإلكترونية. إضافة إلى ذلك، ارتفع متوسط الوقت اللازم لاكتشاف هجوم معين – وهو ما دفع إلى الأعلى بتكاليف إصلاح حالات الخرق حين يتم اكتشافها في نهاية الأمر. وبحسب الدكتور لاري بونيمون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة معهد بونيمون: “الهجمات الفعلية تنمو من حيث تطورها وتعقيدها، وقدرتها على التسلل خلسة، ومعدل تكرارها – وهو ما يجعل اكتشافها من قبل المنظمات أمراً صعباً بصورة متزايدة. ونتيجة لذلك، يمكث القراصنة في الأنظمة فترة أطول، ويستطيعون إيقاع ضرر أكبر”.
ووجدت الدراسة أن أكثر أنواع الهجمات من حيث التكلفة هي التي يتم فيها زرع رمز خبيث ضمن البرنامج، من أجل التلاعب في أنظمة الشركة، وكذلك الهجمات التي تؤدي إلى منع الخدمة عن المستخدمين، التي يقوم القراصنة من خلالها بإغراق خوادم الشركة بحركة مرور كثيفة إلى موقعها إلى درجة أن الموقع ينهار ويتوقف عن العمل.
ووفقاً لتقرير بونيمون، الولايات المتحدة هي أكثر بلد يعاني تكاليف الجريمة الإلكترونية، بمعدل 12.7 مليون دولار لكل شركة، تتلوها ألمانيا، بمعدل 8.1 مليون دولار، ثم اليابان، بمعدل 6.91 مليون دولار، وفرنسا، بمعدل 6.4 مليون دولار.
وعانت شركات الطاقة والخدمات المالية أعلى معدل من الخسائر المالية بعد الهجمات، تتلوها شركات التكنولوجيا والشركات الصناعية، ثم شركات الخدمات. أما شركات الإعلام وعلوم الحياة والرعاية الصحية فقد تكبدت خسائر أقل بكثير من المتوسط لكل هجوم إلكتروني.
وتلقت دراسة الدكتور بونيمون المساندة من أبحاث أجرتها برايس ووترهاوس كوبرز، شركة الخدمات المهنية، التي كشفت في الأسبوع الماضي النقاب عن أن عدد الهجمات الإلكترونية التي يتم الإبلاغ عنها ارتفع بنسبة 48 في المائة في السنة الماضية، ليصل إلى 42.8 مليون، وهو ما يعادل تقريباً 120 ألف هجوم في كل يوم.
لكن تقرير برايس ووترهاوس كوبرز حذر أيضاً من أن ميزانيات الأمن العالمي في حالة تراجع، حتى في الوقت الذي تواجه فيه الشركات تكاليف أعلى نتيجة الاختراقات الإلكترونية.
وجدت دراستها التي أُجرِيت على نحو عشرة آلاف تنفيذي ومدير في تكنولوجيا المعلومات، أن الشركات قلصت الأموال التي كانت تخصصها للأمن بنسبة 4 في المائة هذا العام، مقارنة بعام 2013.