Site icon IMLebanon

نفط «داعش» لا أهميّة له في الأسواق العالميّة…فهل ينخفض سعر صفيحة البنزين الى ما دون 30 ألف ليرة؟

Diyar
جوزف فرح
هل ينخفض سعر صفيحة البنزين في الاسواق اللبنانية الى ما دون الـ 30 الف ليرة مع استمرار تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية من 114 دولاراً الى 89 دولاراً للبرميل وتوقع تراجعه الى 85 دولارا؟
وماذا سيكون مصير اجتماع الاوبك في 27 تشرين الثاني حيث تواجه المنظمة صعوبات لاعادة التوازن الى السوق العالمية للنفط والتي تتجه الى فائض يتراوح من مليون الى 1.5 مليون برميل يوميا في العام المقبل.
هناك وفرة في المعروض في السوق وهو ما يدفع الأسعار الى الانخفاض لكن لا يعرف السعر الذي يمكن أن يعيد التوازن إلى السوق. «من الواضح أن 100 دولار للبرميل سعر مرتفع جداً.. بل ان الأسعار الحالية مرتفعة جدا».
ومنذ حزيران تراجع خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من 20 بالمئة أو حوالى 25 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 2012 مع تنامي وفرة الخام في حوض الأطلسي وتباطؤ نمو الطلب.
وتساءل البعض هل نفط «داعش» اثّر في حركة نزول الاسعار في ضوء ما يقال انها تبيع برميل النفط بـ 25 دولاراً اميركياً فقط؟
جورج سامي البركس المدير العام لشركة بركس بتروليوم وعضو نقابة اصحاب محطات المحروقات
شهد شهر آب الماضي انخفاضا حاداً في اسعار النفط العالمية بما يقارب 4 % ليتخطى سعر البرميل برنت خط الـ 90 دولاراً ويصل الى 89.12 دولاراً اميركياً يوم الجمعة، وحتى انه تم تداوله في الاسواق الآسيوية بحدود 88.26 دولاراً. وهو الادنى منذ شهر كانون الاول 2010.
وللتذكير فان منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط كانت قد وضعت حداً ادنى لسعر البرميل يساوي 100 دولار والذي يعتبر حيويا لاقتصاد الدول المنتجة للنفط الا ان انخفاضه سيؤدي الى ارباك في اقتصاد هذه الدول.
– سعر البرميل واصل انخفاضه (23 %) منذ منتصف شهر حزيران الفائت حيث تخطى سعر البرميل اذاك حدود 115 دولاراً اميركياً.
– اما في الاسواق المحلية فقد شهدت ايضاً اسعار المشتقات النفطية تراجعا متوازيا اذ بلغ سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان 31.500 ليرة لبنانية بعد ان كان في بداية شهر تموز 35.300 ل. ل اما سعر صفيحة المازوت فقد بلغ 23.800 ل. ل. بعد ان كان في بداية شهر تموز 26.500 ل. ل
ستواصل هذه الاسعار انخفاضها في الاسابيع المقبلة ومن المتوقع ان تنخفض يوم الاربعاء المقبل بين 400 و500 ل. ل. للمادتين.

الاسباب

– هذا التراجع في اسعار النفط في بورصة الاسواق العالمية هو نتيجة خلل بين العرض والطلب. وليس للازمات السياسية والجيوعسكرية الدولية اي تأثير يذكر على الحد من تدني هذه الاسعار.
نلاحظ ان بعض المحللين المحليين يتكلم عن مسؤولية «نفط داعش» الذي يباع بأسعار متدنية جدا ما يقارب 25 دولاراً للبرميل عبر الاسواق التركية. هذا التحليل ليس صحيحا وليس علميا لأن الانتاج السوري في اوج ايامه كان ينتج ما يقارب 385000 برميل يوميا (رقم زهيد ليس له اي تأثير في الاسواق العالمية). ومنذ بداية الحرب انخفض الانتاج العام في سوريا الى 14000 برميل يوميا اي بانخفاض 96 %، منابع النفط في دير الزور السورية التي يسيطر عليها «داعش» وجبهة «النصرة» اليوم كانت تنتج قبل الحرب ما يقارب 27000 برميل يوميا فقط، وقد انخفضت الى ما دون 2000 برميل يوميا.
تسيطر «داعش» اليوم على المنطقة الجغرافية التي تحتلها بين سوريا والعراق والتي تبلغ 110000 كلم مربع، على 12 حقل نفط مع انتاج يتراوح بين 120000 و150000 برميل يوميا، قبل بدء عمليات القصف الجوي للتحالف الدولي وتدمير عدد من منشآت النفط هذه، الامر الذي ادى الى انخفاض هذه الكميات التي تباع بطرق بدائية وبواسطة الصهارية وليس لها اي تأثير بالاسواق العالمية عندما نقارنها مع انتاج دول منظمة OPEC الذي يبلغ 30 مليون برميل يومياً يطرح في الاسواق العالمية.
الاسباب الحقيقية لتراجع اسعار النفط العالمية هي تراجع ارقام النمو الاقتصاد العالمي التي كانت ادنى من التوقعات المنتظرة وخاصة في منطقة اليورو الاوروبية التي لم يستطع اقتصادها الاقلاع من ركوده بسبب الصعوبات السياسية والاجتماعية المحلية، كما ان الاقتصاد الصيني يعاني تباطؤا ونموا ضعيفا وارقامه الى تراجع مستمر. اما اقتصاد الولايات المتحدة الاميركية فلم يستطع قلب المعادلة بالرغم من ان نموه حوالى 1.5 % خلال الثلاثة اشهر الماضية.
هذه السلبيات وعدم الثقة في نمو وتوقعات الازدهار في الاقتصادات العالمية لها تأثير سلبي في الطلب والاقبال على شراء العقود النفطية ويسبب هجرة المستثمرين في هذه العقود الى انواع اخرى غير النفط، كما ان احتياجات صناعات واقتصاد هذه الدول من النفط تتدنى بحكم انتاجها المنخفض، فيزداد العرض في الاسواق العالمية وينخفض حجم الكميات المطلوبة فتؤدي الى انخفاض الاسعار العالمية.
– في هذه الاجواء التي تتدحرج فيها الاسعار كان من المنتظر تدخل منظمة OPEC للعمل على لجم هذا الانخفاض في الاسعار وتعديل حجم الانتاج اليومي من النفط، ولكنها لم تتحرك قط وحتى انها لم تعط اي اشارة على نيتها التدخل وخفض الانتاج للعمل على مساعدة الاسعار على الارتفاع.
يضاف الى ذلك ان المملكة العربية السعودية التي تعتبر من اهم المنتجين العالميين واكبرهم، قامت مؤخراً بخفض اسعار نفطها المصدر الى الدول الآسيوية للمحافظة على حصتها في الاسواق العالمية، بدلاً من خفض حجم انتاجها. وايضا بالرغم من الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، فان اسواق النفط العالمية شهدت ازدياداً في الانتاج الليبي مما زاد الطين بلة في اسعار كميات النفط المعروضة في الاسواق.
اضافة الى ذلك فان انتاج النفط في الولايات المتحدة الاميركية يزداد اكثر فاكثر وخاصة من جراء العقود المبرمة مع المكسيك، وبالرغم من عدم تصدير هذه الكميات من قبل الولايات المتحدة وطرحها في الاسواق العالمية، فهي تؤثر في الكميات المعروضة في هذه الاسواق لان البلدان التي تبيع عادة نفطها الى الولايات المتحدة الاميركية سيفيض عندئذ كميات معينة بسبب انخفاض الطلب الاميركي، وهذا الوضع يضع هذه البلدان في وضع حرج ويجبرها على التوجه الى ايجاد اسواق اخرى لبيع نفطها.
– مجمل هذه الاوضاع يحدث خللاً بالتوازن في الاسواق العالمية بين ما هو معروض للبيع وبين ما هو مطلوب للشراء لمصلحة كثرة العرض وقلة الطلب مما يؤدي الى مضاربات وانخفاض بالاسعار وبسعر البرميل.
– طالما ان انتاج النفط العالمي يحافظ على مستواه ومنظمة OPEC لم تعط اي اشارة على نيتها العمل على تخفيض هذا الانتاج، فان سعر البرميل سيستمر في الانخفاض ويتوقع خبراء الاقتصاد الدوليون وصوله الى 85 دولاراً اميركياً. هذا المستوى يعتبره هؤلاء الخبراء ذات تأثير سلبي على اقتصاد الدول المنتجة للنفط.
– ينتظر الجميع ما سيصدر من قرارات عن اجتماع منظمة OPEC في 27 تشرين الثاني المقبل في فيينا في النمسا، وحتى لو قرر المجتمعون خفض انتاجهم فان عودة اسعار النفط الى الارتفاع سيتطلب عدة اشهر لاستيعاب الكميات الفائضة والمطروحة في الاسواق العالمية.
– ولكن من الناحية الاقتصادية الاخرى، فان سعر برميل منخفض يساهم في تنشيط الاقتصاد ونموه في بعض الدول التي يتلازم اقتصادها بسعر النفط مما يخفض سعر كلفة انتاج صناعات هذه الدول والحركة التجارية فيها.