IMLebanon

أسبوع بورصة بيروت الهواجس الأمنية والسياسية لا تزال تُثقل السوق

Nahar
ايلي قهوجي

استمر هاجس الوضع الأمني المثير لشتى المخاوف في البلاد على خلفية ما يشهده بعض المناطق اللبنانية من اعتداءات على الجيش بقاعاً وشمالاً وما رافق ذلك من خروق خطيرة جنوباً بدءاً باطلاق النار على جنود لبنانيين من الجانب الاسرائيلي لمزارع شبعا وصولاً الى هذه المنطقة وجرح جنديين اسرائيليين، مما شكل في كلا الحالين خرقاً للقرار الدولي 1701 – استمر هذا الهاجس طوال الاسبوع الماضي السمة الاساسية التي طبعت اداء بورصة بيروت بعدما ربطه المراقبون بما يجري من تطورات في الشرق الأوسط وخصوصاً في الجوار السوري والعراق. ومما عزز هذه المخاوف التصريح الذي أدلى به قائد الجيش جان قهوجي الى صحيفة الـ”الفيغارو” الفرنسية وجاء فيه ان تنظيم “الدولة الاسلامية (داعش) يسعى الى اقامة ممر آمن له من سوريا الى الشاطىء اللبناني بربط جبال القلمون، حيث له وجود، بعرسال في لبنان ثم ببريتال وصولاً الى منطقة عكار وأخيراً طرابلس… محذراً من ان هذا التنظيم الارهابي يسعى “الى اشعال حرب اهلية في لبنان وخصوصاً بين السنّة والشيعة” لتحقيق أهدافه… في غضون ذلك، جاء استمرار خلو موقع رئاسة الجمهورية بعد إرجاء جلسة مجلس النواب الـ13 التي دعي اليها الخميس الماضي الى 29 تشرين الأول الجاري لعدم اكتمال النصاب القانوني ليطرح تساؤلات عدة مما سيفضي اليه الوضع السياسي البالغ الهشاشة في البلاد من تطورات في ظل ليس عجز المعنيين بملء الفراغ الرئاسي فحسب بل اخفاق الحكومة في معالجة ازمة العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات الارهابية من عرسال منذ مطلع آب الماضي مهددة بتصفيتهم تباعاً، في حال عدم استجابة مطالبها، وتحرِّض ذويهم على ممارسة الضغوط على الحكومة لهذه الغاية، وقت لا يزال مصير مجلس النواب الذي تنتهي ولايته في 20 تشرين الثاني المقبل معلقاً بين تمديد جديد له أو اجراء انتخابات نيابية كان قد دعي اليها المواطنون وما يرافق ذلك من لغط ومزايدات سياسية يخشى ان تفضي الى ما لا تحمد عقباه من فراغ في باقي مؤسسات الدولة.
لذا لم يكن مستغرباً في ظل هذه التطورات المتلاحقة التي نالت كثيراً من مناخ الاعمال في البلاد، ومن ثقة المستثمرين في اصول لبنانية، ان تبقى بورصة بيروت ضحية هذه الحلقة المفرغة التي تتخبط فيها والتي لم تسعفها فيها صفقة خاصة الاربعاء الماضي تناولت تبادل 463000 شهادة ايداع عائدة الى “بنك عوده” بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,00 دولارات للشهادة الواحدة في مقابل 6,15 دولارات في آخر تسعير لها مطلع هذا الشهر ليتساوى سعرها وسعر اسهم هذا المصرف المدرجة والتي سبق لها ان شهدت صفقات خاصة كبيرة عليها كانت آخرها تلك التي حصلت على دفعتين في الاسبوع الأول من هذا الشهر وتناولت تبادل 12,500,000 سهم منه بسعر 6,00 دولارات للسهم الواحد، وهو السعر الذي استقر عليه الاسبوع الماضي خلافاً لشهادات الايداع العائدة اليه والتي عادت وأقفلت بـ6,07 دولارات بدل 6,00 دولارات التي أجريت على أساسها الصفقة الخاصة بها الاربعاء الماضي وذلك وفقاً لقاعدة العرض والطلب التقليدية، مختصرة خسائرها من 2,43 في المئة الى 1,31 في المئة من اسبوع الى آخر في قطاع المصارف، الذي شهد الى ذلك تراجعاً في اسعار شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” من 9,50 دولارات الى 9،45 (ناقص 0,53 في المئة) واستقراراً لأسعار اسهمه المدرجة على 8,75 دولارات مع اسعار اسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية-) على 100,00 دولار لترتفع اسعار اسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,63 دولار الى 1,67 (زائد 2,45 في المئة) والتفضيلية – 2008 من 100و70دولار الى 101,00 (زائد 0,29 في المئة) و2009 من 100,60 دولار الى 100,80 (زائدة 0,19 في المئة) مع اسعار اسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H من 25,75 دولارا الى 25,75 (زائد 0,19 في المئة)، وقت تراجعت اسعار اسهم “بنك بيمو” المدرجة من 1,75 دولار الى 1,73 (ناقص 1,15 في المئة). وجرى كل ذلك الاسبوع الماضي في سوق تبودل فيها ما مجموعه 627546 صكا، منها الصفقة الخاصة التي تناولت تبادل 463000 شهادة ايداع من “بنك عوده” قيمتها 5,046,828 دولاراً ونسبتها 84,96 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة، في مقابل تداول ما مجموعه 12,582,767 صكا، منها 12,500,000 سهم مدرج من “بنك عوده” قيمتها 76,138,869 دولاراً ونسبتها 97,67 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري المتمثل بشركة “سوليدير”، تقلبت أسعار أسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت، نزولا بفئتيها “أ” من 21,11 دولاراً الى 12,05 (ناقص 5,25 في المئة). وجرى ذلك في سوق ضعيفة النشاط اذ تبودل فيها ما مجموعه 73647 سهماً من الفئتين قيمتها 882587 دولاراً ونسبتها 14,85 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة الاسبوع الماضي في مقابل تداول ما مجموعه 148889 سهماً من الفئتين قيمتها 1,778,119 دولاراً ونسبتها 2,28 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.
وتبعاً لذلك ومع اخذ التراجع الطفيف لاسعار أسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت من 15,01 دولاراً الى 15,00 (ناقص 0,07 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 3,43 نقاط ونسبته 0,29 في المئة على 1174,84 نقطة الاسبوع الماضي، في مقابل 1171,41 نقطة في الاسبوع الذي سبقه. وجرى ذلك في سوق أقل نشاطاً اذ تبودل فيها ما مجموعه 701,918 صكاً قيمتها 5,940,290 دولاراً، منها الـ463000 شهادة ابداع من “بنك عوده” بسعر 6,00 دولارات للشهادة الواحدة موضوع الصفقة الخاصة التي تناولتها وقيمتها 2,778,000 دولاراً، في مقابل تداول 12,736,647 صكاً قيمتها 77,956,983 دولاراً منها الـ12,500,000 سهم مدرج من “بنك عوده” بسعر 6,00 دولارات للسهم الواحد موضوع الصفقة الخاصة التي تناولتها وقيمتها 75,000,000 دولاراً، أي بتراجع نسبته 94,5 في المئة عدداً و92,4 في المئة قيمة في الفترة عينها.