تقرير خالد مجاعص:
كرة القدم الأوروبيّة أمّ المفاجآت والتقلّبات. فبعد انتهاء الجولة الأولى من معركة المنتخبات الأوروبيّة، ظهر بما ليس به من لبس، أنّه لم يعد في القارّة العجوز من منتخبات بسمنة وأخرى بزيت، فالأكيد أنّ كرة القدم عام 2014 تغيّرت قواعدها، وأنّ المستوى أصبح متقارباً جدّاً بين كلّ فرقها، أي المنتخبات العريقة والمنتخبات المغمورة.
يبدو أنّ أوّل من التقط التغيّرات المتسارعة في المستويات الأوروبيّة هو إسبانيا. فبين ليلة وضحاها، جاء التغيير الجذريّ، فبعد 38 ساعة على سقوطها المفاجئ أمام سلوفاكيا، كان التغيير الشامل أمس الأحد عند لقائها اللوكسومبورغ مع خمسة تغييرات في التشكيلة الرئيسيّة، أبرزها استبدال الرباعيّ كاسيياس، فابريغاس، خوان فران، وتوريس بالنجوم الصاعدين بيرنارت، دييغو كوستا، باكو ألكاسير ودافيد سيلفا. وبالفعل، حقّق منتخب إسبانيا فوزاً كبيراً خارج أرضه ليل الأحد على اللوكسمبورغ بنتيجة 4-0، وذلك في افتتاح الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة في تصفيات أمم أوروبّا، ليعوّض خسارته في الجولة الماضية أمام سلوفاكيا بنتيجة 1-2 . وحصد الماتادور، حامل لقب اليورو في النسختين الأخيرتين، النقطة السادسة في الوصافة، خلف سلوفاكيا المتصدّرة بتسع نقاط.
أمّا اللوكسمبورغ، فتتذيّل الترتيب بنقطة وحيدة فقط. وسجّل دييجو كوستا هدفه الأوّل مع “لا روخا” بعد سبع مباريات، وقد تأخّر في التسجيل لصالح إسبانيا، حيث انتظر نجم تشلسي اللندنيّ 514 دقيقة ليسجّل هدفه الأوّل مع منتخب “لا روخا”، ليكسر الرقم القياسيّ الذي حمله خلفه داني جويزا (301 دقيقة) قبل أن يسجّل هدفه الأوّل تحت ألوان إسبانيا.
ويبقى السؤال: “هل أنّ هذا الهدف سيفتح الطريق لينطلق دييغو كوستا في هزّ شباك مرمى الخصم، كما يحسن فعله في إنكلترا حاليّاً وأتلتيكو مدريد سابقاً. وبأولى ردود الفعل، رحّبت الصحف الإسبانيّة بمنتخبها الشابّ الجديد، حيث اعتبرت صحيفة الآس أنّ “هذا المنتخب شابّ وأفضل، وأنّ الفريق تميّز بالهدوء، ولعب الكرة البسيطة كما أنّه أكثر حيويّة”.
أمّا صحيفة الماركا، فأشادت بفكرة اللعب بمهاجمين التي ساعدت دييجو كوستا على التسجيل، كما أنّها أشادت بقدرة المنتخب على اللعب بذهنيّة الكبار على الرغم من اهتزاز الثقة بالنفس أخيراً.
هذا في إسبانيا اليوم، أمّا في ألمانيا، فإنّ الوضع مختلف تماماً، حيث أنّ أبطال العالم وجمهوره العريض حائرون بعد سقوطهم المدوّي في بولّندا 0-2. ويرى يواخيم لوف مدرّب منتخب ألمانيا في مباراة ألمانيا وإيرلندا غداً، فرصة رائعة بالنسبة إلى فريقه للردّ مباشرة على هزيمته المفاجئة 0-2 في وارسو.
وأكّد المدرّب الألمانيّ أنّه من غير المرجّح أن يجري تغييرات عدّة على تشكيلة منتخبه أمام إيرلندا في جلسنكيرشن، مع العلم أنّ إيرلندا ستلعب هذه المباراة، وهي منتشية بفوزها 7-0 على جبل طارق في مباراتها السابقة. وقال لوف: “نعرف إيرلندا من خلال مبارياتنا سويّاً في السنوات القليلة الماضية. ولا شكّ أنّها ستعتمد على الأداء الدفاعيّ. وتابع لوف: “إنّ استعداد الفريق للمباراة وتركيزه جيّدان للغاية. لدينا لاعبون يافعون في الفريق، عليهم أن يكتسبوا خبرات”. فتطمينات المدرّب يواكيم لوف لم تقنع الصحافة الألمانيّة، فصحيفة بيلد وجّهت سؤالاً واضحاً إلى مدرّب أبطال العالم: “أيّها المدرّب، ما الذي حدث مع أبطال كأس العالم”؟ واعتبرت أنّ الاعتزالات التي طالت المنتخب الألمانيّ من فيليب لام وميروسلاف كلوزه كان لها تأثير واضح للغاية، على اعتبار أنّ الجبهة اليمنى عانت، كما أنّ مولر لم يؤدّ مركز المهاجم الصريح بالشكل المتوقّع.
ويبقى السؤال هل أنّ تخلّي بعض نجوم المانشافت عن الدفاع عن ألوان أبطال العالم قد يضع يواكيم لوف أمام حسابات أفضلها مرّاً، أم أنّ منتخب المانشافت سيضع حدّاً للانتقادات والتساؤلات، بدءاً من لقائه غداً أمام إيرلندا، والذي تحوّل بسحر ساحر إلى لقاء نهائيّ كأس العالم بالنسبة إلى جمهور المانشافت.