التسوية الملتبسة التي تم التوصل اليها خلال عطلة نهاية الاسبوع لمعالجة الاعتداءات المتكررة على الجيش اللبناني في بعض احياء طرابلس، باخلاء أحد مساجدها من المسلحين، لم يكن من شأنها طي هذا الملف المثير للقلق شمالاً اذ لا يزال مفتوحاً على مصراعيه في عكار وعلى جبهة جرود عرسال والقلمون بقاعاً مع استمرار ازمة العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم جماعات ارهابية من عرسال مطلع آب الماضي. وقد انعكس ذلك على بورصة بيروت أمس، فظل اداؤها ضعيفاً ويتسم بالتردد في اتخاذ مبادرات في اتجاه الصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها، على جاري العادة منذ فترة غير قصيرة، كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها لاعادة ترتيب محافظ البعض الآخر العائدة اليها. ولم تخرق هذه الرتابة في التداول أي صفقة خاصة، فاقفل السوق دونما تغيير يذكر مع بعض الاستثناءات في قطاع المصارف الذي تراجعت فيه أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,67 دولار الى 1,63 دولار (ناقص 239 في المئة) لتستقر اسعار أسهمه التفضيلية – 2009 على 100,80 دولار مع أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة التي استقرت على 8,75 دولارات والذي تراجعت أسعار شهادات الايداع العائدة اليه من 9,45 دولارات الى 9,40 (ناقص 0,52 في المئة) لترتفع أسعار شهادات ايداع “بنك عوده” من 6,07 دولارات الى 6,16 (زائد 1,48 في المئة) وتستقر أسعار أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H على 25,85 دولاراً، وقت تراجعت أسعار أسهم “سوليدير” فئة “أ” من 12,05 دولاراً الى 11,99 (ناقص 0,49 في المئة) وارتفعت أسعار اسهمها “فئة “ب” من 11,97 دولاراً الى 12,09 (زائد 1,00 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 1,25 نقطة ونسبته 0,11 في المئة على 117359 نقطة، في سوق معتدلة النشاط تبودل فيها 142704 صكوك قيمتها 1,672,496 دولاراً، في مقابل تداول 155882 صكاً قيمتها 1,759,090 دولاراً الجمعة الماضي.
عدم اليقين في شأن رفع الفائدة الاميركية دعم الاورو والأسهم الاوروبية
في الخارج، وفي غياب البيانات الاقتصادية على جانبي الاطلسي في ظل عطلة رسمية في الولايات المتحدة في ذكرى كريستوف كولومبوس (Colombus Day) انحسر النشاط كثيرا في أسواق القطع الاميركية التي جاء تطورها على وقع المضاربات حول موعد رفع الفائدة الاميركية بعد تزايد مظاهر انتعاش الاقتصاد في الولايات المتحدة كما عكسته ارقام البطالة الشهرية والاسبوعية فيها وتماسك قطاعي الصناعة والخدمات في ضوء مؤشري مديري المشتريات الخاص بهما في ايلول والتي حملت رئيس بنك الاحتياط في سانت لويس جيمس بولارد على دعوة هيئة السياسة النقدية التابعة للاحتياط الفيديرالي بأن تتحرك بخطى أسرع في رفع معدلاتها بالتزامن مع قرب انتهاء الخطة التحفيزية للاقتصاد في نهاية السنة والتي كان لها تأثير فاق التوقعات على سوق العمل الذي يعتبر المعيار الاساسي لنمو الاقتصاد، تحسبا لتنامي مظاهر التضخم في الاقتصاد، وقت أظهر محضر آخر اجتماع لهيئة السياسة النقدية في 16 و17 ايلول تحفظا من جانبها عن اتخاذ خطوة متسرعة في هذا الاتجاه في ظل تعثر تعافي الاقتصاد العالمي بحسب توقعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وأدى ذلك الى تنامي الاقبال على الاورو الذي أقفل في نيويورك بـ1,2695 دولار في مقابل 1,2615 الجمعة الماضي، في تطور دعم المعادن الثمينة، فأقفلت اونصة الذهب بـ1233,50 دولارا في مقابل 1223,00 في الفترة عينها.
وعلى رغم المخاوف من تعثر النمو الاقتصادي العالمي أظهرت الاسهم الاوروبية ميلا الى التماسك، فتجاهلت خفض وكالة “ستاندارد أند بورز” نظرتها المستقبلية الى الاقتصاد الفرنسي من “مستقرة” الى “سلبية” فأقفلت البورصات الرئيسية في منطقة الاورو بارتفاع راوح بين 0,36 في المئة في مدريد و0,12 في المئة في باريس. إلا أن الاسهم الاميركية تحولت الى الضعف بعد بداية مشجعة صعودا نتيجة المخاوف المخيمة على الاقتصاد العالمي، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 223,03 نقطة على 16321,07 نقطة و62,58 نقطة على 4213,66 نقطة تواليا.