قال مصدران في “أوبك” اليوم الثلثاء إنه “من المستبعد أن تدعو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إلى عقد اجتماع طارىء، كما اقترحت فنزويلا لبحث هبوط أسعار النفط”.
ويعدّ هذا مؤشراً إلى أن “أوبك” ليست في عجلة من أمرها لبحث اتخاذ إجراء جماعي رداً على الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
ودعت فنزويلا عضو المنظمة الأسبوع الماضي، إلى عقد اجتماع طارىء لبحث سبل وقف هبوط أسعار النفط التي نزلت إلى ما دون 88 دولاراً للبرميل مسجلة أدنى مستوى منذ العام 2010.
ولكن الاقتراح قوبل بفتور من أعضاء آخرين في “أوبك”، وبدت المنظمة منقسمة في شأن ما إذا كان ينبغي اتخاذ أي إجراء لوقف هبوط الأسعار، وطبيعة مثل هذا الإجراء.
ومن المقرر أن تعقد “أوبك” اجتماعها الدوري التالي في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) في مقرها في فيينا.
وقال مندوب في “أوبك” طلب عدم الكشف عن اسمه إن “الاجتماع الدوري ليس بعيداً. وستكون مفاجأة إذا اجتمعت أوبك قبل ذلك”.
وأضاف أن “الطلب خلال موسم الشتاء من شأنه أن يدعم سوق النفط في الأشهر المقبلة، وأن ارتفاع الدولار عوّض جزئياً تأثير انخفاض أسعار النفط بالنسبة إلى بعض المنتجين”، مشيراً إلى أنه “من الطبيعي حدوث بعض الضعف في الأسعار في هذا الوقت من العام”.
وقلّل مصدر آخر في “أوبك” من احتمال عقد اجتماع طارىء، قائلاً “لا تجري أي استعدادات. يبدو أن الفكرة تلاشت تقريباً”.
إلى ذلك، أشار نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي إلى أن “هبوط أسعار النفط لن يستمر طويلاً، ولا يؤثر في اقتصاد إيران”. ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عنه قوله اليوم الثلثاء، إن “هبوط أسعار النفط لن يدوم طويلاً ومن المستبعد أن يضر بموازنة البلاد”. ونسب الموقع إلى جوادي الذي يتولى منصب العضو المنتدب لشركة النفط الوطنية الإيرانية في منظمة “أوبك”، قوله إن “انخفاض سعر النفط لن يدوم طويلاً”، معتبراً أن “التكهنات في شأن مستقبل المسار النزولي لأسعار النفط في السوق تستند أساساً إلى تقييمات من السوق”. في سياق متصل، نزل سعر خام “برنت” عن 88 دولاراً للبرميل اليوم الثلثاء، ليعود إلى أدنى مستوياته في نحو أربع سنوات الذي سجله أمس الإثنين، وذلك بعد أن خفّضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على الخام في العامين الحالي والمقبل.
وهبط خام القياس الأوروبي أكثر من 20 في المئة من أعلى مستوى له في 2014 الذي سجله في حزيران (يونيو)، مع ارتفاع إمدادات المعروض وتباطؤ الطلب العالمي وهو ما تسبّب في تخمة في الأسواق. وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلثاء، إن “نمو الطلب العالمي على النفط سيكون أضعف بكثير من المتوقع”، وأشارت إلى أن “أسعار الخام قد تسجل مزيداً من الانخفاض”.
وأشارت الوكالة الى أن “أوبك قد لا تلعب بالضرورة بعد الآن دور المنتج المرن الذي يحقق التوازن في سوق النفط”. وأضافت أنه قد يتعيّن “خفض الإنتاج من مشاريع مرتفعة الكلفة مثل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وإنتاج الخام من الرمال النفطية في كندا ومن المياه العميقة في البرازيل، لتحقيق التوازن في السوق عند هبوط الأسعار”.
وتراجع سعر الخام الأميركي 80 سنتاً إلى 84.94 دولار للبرميل، بعد أن قلّص خسائره التي تكبدها أثناء الجلسة أمس الاثنين، لينخفض ثمانية سنتات عند التسوية.